للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لُؤْلُؤ إِلاَّ وَمَعَهُ قُيُود بَعْددهُم، فَأَدْرَكهُم عِنْد الْفَحْلَتَيْنِ (١) ، فَأَحَاط بِهِم، فَسلّمُوا نُفُوْسهُم، فَقيّدهُم، وَكَانُوا أَكْثَر مِنْ ثَلاَث مائَة مقَاتل، وَأَقْبَلَ بِهِم إِلَى القَاهِرَة، فَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً.

وَكَانَ (٢) شَيْخاً أَرمنِيّاً، مِنْ غلمَان العَاضد، فَخدم مَعَ صَلاَح الدِّيْنِ، وَعُرف بِالشَّجَاعَة وَالإِقدَام، وَفِي آخِرِ أَيَّامه أَقْبَل عَلَى الخَيْر وَالإِنفَاق فِي زَمَنِ قَحط مِصْر، وَكَانَ يَتَصَدَّق فِي كُلِّ يَوْم بِاثْنَيْ عشرَ أَلف رَغِيْف مَعَ عِدَّة قُدُور مِنَ الطَّعَام.

وَقِيْلَ: إِنَّ الملاعِين (٣) التجؤُوا مِنْهُ إِلَى جبل، فَترَجَّل، وَصعد إِلَيْهِم فِي تِسْعَة أَجنَاد، فَأَلقَى فِي قُلُوْبهم الرّعب، وَطَلَبُوا مِنْهُ الأَمَان، وَقُتلُوا بِمِصْرَ، تَولَّى قتلهُم العُلَمَاء وَالصَّالِحُوْنَ.

تُوُفِّيَ لُؤْلُؤ -رَحِمَهُ الله-: بِمِصْرَ، فِي صَفَرٍ، سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

١٩٤ - حَمَّادُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ حَمَّادِ بنِ الفَضْلِ الحَرَّانِيُّ * (٤)

الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّادِقُ، أَبُو الثَنَاءِ


(١) ياقوت: (معجم البلدان) : ٣ / ٨٥٤
(٢) نقل الذهبي هذا الكلام عن عبد اللطيف البغدادي كما نص على ذلك في (تاريخ الإسلام) .
(٣) هنا عاد المؤلف إلى الكلام على الصليبيين الذين أرادوا احتلال المدينة المنورة.
(*) ترجم له ابن نقطة في التقييد، الورقة: ٩٠، وابن الدبيثي في تاريخه، الورقة: ٣٨ (باريس ٥٩٢٢) ، وسبط ابن الجوزي في المرآة: ٨ / ٥١١، والمنذري في التكملة، الترجمة: ٦٩٠، وأبو شامة في الذيل: ٢٩، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة: ١١٠ (باريس ١٥٨٢) ، والعبر: ٤ / ٣٠٢، والمختصر المحتاج إليه: ٢ / ٥١، وابن كثير في البداية: ١٣ / ٣٣، وابن رجب في الذيل: ١ / ٤٣٤، وابن تغري بردي في النجوم: ٦ / ١٨١، وابن الفرات في تاريخه: ٨ / الورقة: ٩٨، وابن العماد في الشذرات: ٤ / ٣٣٥، والقنوجي في التاج: ٢١٣.
(٤) هذا في النسختين و (الذيل) لابن رجب.
وفي (تكملة) المنذري و (الذيل) لابن الدبيثي و (المختصر المحتاج إليه) للذهبي: (فضيل) بالتصغير ولعله هو الاصوب لقول =