للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَعَظَ بِبَابِ بدْرٍ الشَّرِيْفِ.

قُلْتُ: هَذَا مَوْضِعٌ كَانَ رُبَّمَا حضَرَ فِيْهِ وَعظَهُ الخَلِيْفَةُ المُسْتَضِيْءُ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، وَتحضرُ الأُمَمُ، فَكَانَ هُوَ يَعظُ مرَّةً، وَابْنُ الجَوْزِيِّ مرَّةً.

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو البَقَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَالمُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ، وَبَالَغَ فِي تَعَظِيْمِهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْن الدُّبَيْثِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي السَّهْلِ، وَآخَرُوْنَ.

قَالَ المُوَفَّقُ: كَانَ يَعملُ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَا يَعجزُ المُجْتَهِدُ عَنْهُ فِي شَهْرٍ، وَظهرَ التَّشَيُّعُ فِي زَمَانِهِ بِسَبَبِ ابْنِ الصَّاحبِ، فَالتمسَ العَامَّةُ مِنْهُ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ عَاشُورَاء أَنْ يَلعَنَ يَزِيْدَ، فَامتنعَ، فَهمُّوا بِقَتْلِهِ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُرَعْ، وَلاَ زَلَّ، وَسَارَ إِلَى قَزْوِيْنَ، وَضَجَعَ (١) لَهُم ابْنُ الجَوْزِيِّ.

وَلأَبِي الخَيْرِ وَلدَانِ متخَلِّفَانِ، دخلاَ فِي الكذِبِ وَالزَّوْكَرَةِ وَالغربَةِ.

٩٥ - ابْنُ صَدَقَةَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَرَّانِيُّ *

الشَّيْخُ الصَّالِحُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ


= الجوزي رأيت منه ثلاث مجلدات سلمت في خزانته التي في قريته بسفح قاسيون وكان فيها جملة كتب مفيدة) (الورقة: ٢٣٩ - أيا صوفيا ٣٠١٤) .
وقوله: (سلمت) يشير إلى تلف هذا الكتاب النفيس في الوقعة الغازانية سنة ٦٩٩ (انظر القسم الخاص بالحوادث من (تاريخ الإسلام) ، الورقة: ١٩٨ من نسخة حلب رقم ١٢٢٠) .
(١) أي مال إليهم ووافقهم، وهذه عادة ابن الجوزي - سامحه الله -.
(*) ترجم له ابن الدبيثي في تاريخه، الورقة: ٨٥ (شهيد علي) ، والمنذري في التكملة: ١ / الترجمة: ٤٣، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة: ١٨ (باريس ١٥٨٢) ، والعبر: ٤ / ٢٥٤، والمختصر المحتاج إليه: ١ / ٩٣، والاعلام، الورقة: ٢١١، والدمياطي في المستفاد، الورقة: ١٠، وابن العماد في الشذرات: ٤ / ٢٨٢. وله ذكر في تذكرة الحفاظ للذهبي: ٤ / ١٣٥٥، والنجوم لابن تغري بردي: ٦ / ١٠٩.