للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَالمجد ابْنَا جَهْبَل.

قُلْتُ: أَحْسَنُوا وَأَصَابُوا.

قَالَ المُوَفَّق يَعِيْش النَّحْوِيّ (١) : لمَا تَكلّمُوا فِيْهِ، قَالَ لَهُ تِلْمِيْذه: إِنَّك تَقُوْلُ: النُّبُوَّة مكتسبَة، فَانزح بِنَا.

قَالَ: حَتَّى نَأْكل بِطِّيخ حلب، فَإِنَّ بِي طرفاً مِنَ السّلّ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى قَرْيَة بِهَا بِطِّيخ، فَأَقمنَا أَيَّاماً، فَجَاءَ يَوْماً إِلَى محفرَة لِتُرَاب الرَّأْس، فَحَفَر حَتَّى ظهر لَهُ حصَى، فَدهنَه بِدهن مَعَهُ، وَلفَّه فِي قُطْن، وَحمله فِي وَسطه أَيَّاماً، ثُمَّ ظهر كُلّه يَاقُوْتاً أَحْمَر، فَبَاع مِنْهُ، وَوهب أَصْحَابه، وَلَمَّا قُتِل كَانَ مَعَهُ مِنْهُ.

قُلْتُ: كَانَ أَحْمَق، طيَّاشاً، مُنحلاًّ.

حكَى السَّيْف الآمِدِيّ (٢) عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لاَ بُدَّ لِي أَنْ أَملك الدُّنْيَا.

قُلْتُ: مَنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟

قَالَ: رَأَيْتُ (٣) كَأَنِّيْ شَرِبت مَاء البَحْر.

قُلْتُ: لَعَلَّ يَكُوْن اشتهَار علمك.

فَلَمْ يَرْجِع عَمَّا فِي نَفْسِهِ، وَوجدته كَثِيْرَ العِلْمِ، قَلِيْل العَقْل، وَلَهُ عِدَّةُ مُصَنَّفَات.

قُلْتُ: قُتِلَ فِي أَوَائِل سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

١٠٣ - صَاحِبُ الرُّوْمِ قِلْجُ أَرْسَلاَنَ بنُ مَسْعُوْدٍ السَّلْجُوْقِيُّ *

السُّلْطَانُ، عِزُّ الدِّيْنِ، قِلْجُ أَرْسَلاَن ابْنُ السُّلْطَانِ مَسْعُوْدِ بنِ قِلْجَ أَرْسَلاَنَ بنِ


(١) الموفق يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحلبي المتوفى سنة ٦٤٣، ذكره الذهبي في (تاريخ الإسلام) و (العبر) : ٤ / ١٨١.
(٢) أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم الاصولي المتوفى سنة ٦٣١، ولعل الذهبي نقل هذه الحكاية عن ابن خلكان أيضا: ٦ / ٢٧٢
(٣) يعني في المنام.
(*) من السلاطين المشهورين وأخباره في التواريخ المستوعبة لعصره لا سيما كامل ابن =