وقال ابن عدي: روى عن أنس مناكير، وهو مجهول) ثم أورد عن ابن حبان هذا الحديث كما رواه عنه إسحاق بن شاهين، وأورد له أحاديث أخر تدل على كذبه، ثم حديثه الذي ذكر فيه أنه رأى عائشة - رضي الله عنها - بالبصرة على جمل أورق في هودج أخضر، فقال الامام معلقا: (انظر إلى هذا الحيوان المتهم كيف يقول في حدود سنة مئتين إنه رأى عائشة! فمن الذي يصدقه!) وقال أيضا: (وقد كنت أظن أن هذا الطويل مات بعد المئتين بيسير، حتى رأيت له ترجمة في (تاريخ) ابن النجار، فقال: هو مولى أنس بن مالك، فارسي، أقدمه الرشيد فحدث ببغداد) (الميزان: ٤ / ٢٠٩ - ٢١٠) . قلت (القائل شعيب) : لكن الحديث صحيح من غير هذا الوجه، فقد أخرجه من حديث عبد الله بن بسر: الطبراني، والحاكم ٤ / ٨٦ بلفظ (طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني، وآمن بي) وفي سنده جميع بن ثوب منكر الحديث. وأخرجه عبد بن حميد، عن أبي سعيد الخدري، وابن عساكر عن واثلة بلفظ (طوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني) ، وأخرجه الطيالسي وعبد بن حميد من حديث ابن عمر بلفظ (طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني) ثلاث مرات. وأخرجه أحمد ٣ / ٧١ من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ (طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى، ثم طوبى، ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني) وصححه ابن حبان (٢٣٠٢) مع أنه من رواية دراج عن الهيثم. وأخرجه أحمد ٥ / ٢٤٨ و٢٥٧ و٢٦٤ من حديث أبي أمامة بلفظ (طوبى لمن رآني وآمن بي مرة، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرات) وصححه ابن حبان (٢٣٠٣) من حديث أبي هريرة، وهو في (المسند) أيضا ٣ / ١٥٥ من حديث أنس بن مالك. (*) أخباره في التواريخ المستوعبة لعصره، وقد ترجم له مفردا غير واحد منهم: السبط في المرآة: ٨ / ٢٤٦، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة ٩٦ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ١٤) ، والعبر: ٤ / ٢٤٦، والصفدي في الوافي: ٣ / ١٥٤، وابن كثير في البداية: ١٢ / ٣١٦، =