للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٥ - عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ القُرَشِيُّ المُطَّلِبِيُّ *

وَأُمُّهُ: مِنْ ثَقِيْفٍ.

وَكَانَ أَحَدَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَشْرِ سِنِيْنَ.

هَاجَرَ هُوَ وَأَخُوْهُ الطُّفَيْلُ، وَحُصَيْنٌ، وَكَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ، مَلِيْحاً، كَبِيْرَ المَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وَهُوَ الَّذِي بَارَزَ رَأْسَ المُشْرِكِيْنَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَأَثْبَتَ كُلٌّ مِنْهُمَا الآخَرَ، وَشَدَّ عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ عَلَى عُتْبَةَ فَقَتَلاَهُ، وَاحْتَملاَ عُبَيْدَةَ وَبِهِ رَمَقٌ، ثُمَّ تُوُفِّيَ بِالصَّفْرَاءِ (١) ، فِي العَشْرِ الأَخِيْرِ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.

وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَّرَهُ عَلَى سِتِّيْنَ رَاكِباً مِنَ المُهَاجِرِيْنَ، وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً، فَكَانَ أَوَّلَ لِوَاءٍ عُقِدَ فِي الإِسْلاَمِ، فَالْتَقَى قُرَيْشاً وَعَلَيْهِم أَبُو سُفْيَانَ عِنْدَ ثَنِيَّةِ المَرَةِ، وَكَانَ ذَاكَ أَوَّلَ قِتَالٍ جَرَى فِي الإِسْلاَمِ.

قَالَهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ (٢) .


(*) طبقات ابن سعد: ٣ / ١ / ٣٤، نسب قريش: ٩٤ ٩٣، تاريخ خليفة: ٥٩، ٦١، ٦٢، الاستيعاب: ٧ / ١١٤، أسد الغابة: ٣ / ٥٥٣، تهذيب الأسماء واللغات: ١ / ٣١٧ - ٣١٨، العقد الثمين: ٥ / ٤٤٤ - ٤٤٦، الإصابة: ٦ / ٣٦٩، شذرات الذهب: ١ / ٩.
(١) الصفراء: قرية كثيرة النخل والمزارع، وماؤها عيون.
وهي فوق ينبع مما يلي المدينة.
وماؤها يجرى إلى ينبع.
وقد قيل في رثاء عبيدة بن الحارث:
لقد ضمن الصفراء مجدا وسؤددا ... وحلما أصيلا وافر اللب والعقل
عبيدة فابكيه لاضياف غربة ... وأرملة تهوي لاشعث كالجذل
وانظر بقية الابيات في " السيرة " لابن هشام ٢ / ٤١ - ٤٢.
وحديث المبارزة أخرجه الحاكم ٣ / ١٩٤ من حديث علي، وانظر ابن هشام ١ / ٦٢٥.
(٢) ابن سعد ٣ / ١ / ٣٥، وابن هشام ١ / ٥٩١ - ٥٩٥، وابن سيد الناس ١ / ٢٢٤، وابن كثير في " سيرته " ٣ / ٢٣٤.