للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هِيَ مَدِينَةُ فَارَابَ - مُصَنِّفُ كِتَابِ (الصِّحَاحِ (١)) ، وَأَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي ضَبطِ اللُّغَةِ، وَفِي الخَطِّ المَنسُوبِ، يُعَدُّ مَعَ ابْنِ مُقْلَةَ (٢) وَابنِ البَوَّابِ (٣) وَمُهَلْهلٍ وَالبَرِيْدِيِّ.

وَكَانَ يُحِبُّ الأَسْفَارَ وَالتَّغَرُّب، دَخَلَ بِلاَد رَبِيْعَةَ وَمُضَر فِي تَطَلُّب لِسَان العَرَب (٤) ، وَدَارَ الشَّامَ وَالعِرَاقَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَأَقَامَ بِنَيْسَابُوْرَ يُدَرِّسُ وَيُصَنِّفُ، وَيُعَلِّمُ الكِتَابَة، وَيَنْسَخُ المَصَاحِف (٥) .

وَانْفَرَدَ أَهْلُ مِصْر برِوَايَة (الصِّحَاح) عَنِ ابْنِ القَطَّاع، فَيُقَالُ: رَكَّبَ لَهُ إِسْنَاداً (٦) .

وفِي (الصِّحَاح) أَوهَامٌ قَدْ عُمِلَ عَلَيْهَا حَوَاشٍ (٧) .

اسْتَوْلَتْ السَّوْدَاءُ عَلَى أَبِي نَصْرٍ حَتَّى شَدَّ لَهُ دفَّين كَجَنَاحِيْن، وَقَالَ:


(١) وقد اختلف العلماء في ضبط " الصحاح " أهو بكسر الصاد أم بفتحها؟ جاء في " المزهر " عن أبي زكريا الخطيب التبريزي: يقال بكسر الصاد وهو المشهور، وهو جمع صحيح، كظريف وظراف، ويقال الفتح، نعت مفرد مثل صحيح، وقد جاء فعال - بفتح الفاء - لغة في فعيل، كصحيح وصحاح، وشحيح وشحاح، وبرئ وبراء.
وذكر ياقوت في " معجم الأدباء " أن الجوهري قد صنف " الصحاح " للاستاذ أبي منصور عبد الرحيم بن محمد البيشكي، وسمعه أبو منصور منه إلى باب الضاد المعجمة، ثم أورد ياقوت ترجمة أبي منصور هذا في " معجمه " ٦ / ١٦٣.
(٢) هو محمد بن علي بن حسن بن مقلة الوزير الشاعر، ضرب بحسن خطه المثل، مرت ترجمته في الجزء الخامس عشر.
(٣) هو علي بن هلال المعروف بابن البواب، سترد ترجمته في هذا الجزء برقم (١٩٢) .
(٤) وقد ذكر ذلك الجوهري في مقدمة كتاب " الصحاح ".
(٥) انظر " إنباه الرواة " ١ / ١٩٤، و" معجم " ياقوت ٦ / ١٥٣.
(٦) انظر " إنباه الرواة " ١ / ١٩٧.
(٧) انظر الحواشي التي عملت على " الصحاح " في " كشف الظنون " ٢ / ١٠٧٢، ١٠٧٣.
وانظر المقدمة الحافلة التي كتبها الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار للصحاح، طبعة دار الكتاب العربي بمصر، وانظر " تاريخ " بروكلمان ٢ / ٢٦٠ - ٢٦٣.