للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَلَى أَبِي الوَلِيْد، وَالأُسْتَاذِ أَبِي سَهل، وَاختصّ بِصُحْبَة الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَكَانَ الإِمَامُ يُرَاجِعُهُ فِي السُّؤَالِ وَالجَرْح وَالتَّعديل، وَأَوْصَى إِلَيْهِ فِي أُمُورِ مدرستِه دَارِ السُّنَّة.

وَفَوَّضَ إِلَيْهِ توَلِيَةَ أَوقَافِه فِي ذَلِكَ، وَذَاكر مِثْل الجِعَابِيّ، وَأَبِي عَلِيّ المَاسرْجِسِيِّ الحَافِظِ الَّذِي كَانَ أَحْفَظَ زَمَانِهِ، وَقَدْ شَرَعَ الحَاكِمُ فِي التَّصْنِيْف سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَاتَّفَقَ لَهُ مِنَ التَّصَانِيْف مَا لَعَلَّهُ يَبْلغُ قَرِيْباً مِنْ أَلف جُزْءٍ مِنْ تَخْرِيج (الصَّحِيْحَيْنِ) ، وَالعِلَلِ وَالتَّرَاجِمِ وَالأَبْوَابِ وَالشُّيُوْخ، ثُمَّ المجموعَات، مِثْل (مَعْرِفَة عُلُوم الحَدِيْث (١)) ، وَ (مُسْتَدرك الصَّحِيْحَيْنِ (٢)) ، وَ (تَاريخ النِّيسَابوريين) ، وَكِتَاب (مُزكِي الأَخْبَار) وَ (الْمدْخل إِلَى علم الصَّحِيْح) ، وَكِتَاب (الإِكليل) ، وَ (فَضَائِل الشَّافِعِيّ) ، وَغَيْر ذَلِكَ (٣) .

وَلَقَدْ سَمِعْتُ مَشَايِخنَا يذكرُوْنَ أَيَّامه، وَيْحَكُون أَنَّ مُقَدَّمِي عصره مِثْلَ أَبِي سهلٍ الصُّعلوكِي وَالإِمَام ابْنِ فُوْرَك وَسَائِر الأَئِمَّة يُقدِّمونه عَلَى أَنفسهِم، وَيُرَاعُوْنَ حقَّ فَضله، وَيعرفُوْنَ لَهُ الحرمَة الأَكيدَة.

ثُمَّ أَطنب عَبْد الغَافر فِي نَحْو ذَلِكَ مِنْ تَعَظِيْمه وَقَالَ: هَذِهِ جملٌ يسيرَةٌ هِيَ غيضٌ مِنْ فيضِ سِيَرِهِ وَأَحْوَالِه، وَمن تَأَمَّل كَلاَمَهُ فِي تَصَانِيْفه، وَتَصَرُّفه فِي أَمَاليه، وَنَظَرَهُ فِي طُرُق الحَدِيْث، أَذعن بفضلِهِ، وَاعْتَرفَ لَهُ بِالمَزِيَّة


(١) وقد نشر هذا الكتاب في القاهرة عام ١٩٣٧ بعناية الدكتور السيد معظم حسين.
(٢) وهو مطبوع مع " تلخيص " الذهبي في حيدر أباد ١٣٣٤ - ١٣٤٢ هـ وفي هذه الطبعة تصحيف وتحريف كثير فهو بحاجة إلى إعادة نشره نشرة محققة مخرجة ومفهرسة تتيح الاستفادة منه لكل مطالع.
وطبع للحاكم أيضا " كتاب المدخل إلى معرفة الاكليل " في حلب سنة ١٩٣٢ م ثم نشره روبسون في لندن سنة ١٩٥٣ م.
(٣) انظر النسخ الخطية الموجودة لبعض مصنفات الحاكم في " تاريخ التراث العربي " لسزكين ١ / ٣٦٧ - ٣٧٠.