للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتبر مطلع القرن الرابع الهجري هو الحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر، وأنه لو فتح على نفسه تناول المتأخرين لما سلم معه إلا القليل (١) ، إلا أنه فتح هذا الباب في كتبه الأخرى ومنها " معجم الشيوخ " و " تاريخ الإسلام "، و " سير أعلام النبلاء " وغيرها.

ب - إن الذهبي هو الناقد العظيم الم يتقبل آراء النقاد السابقين باعتبارها مسلمات لا يمكن ردها أو الطعن فيها دائما بالرغم من احترامه الشديد للثقات منهم، ومدحه الكثير لهم، وهو بهذا اعتبر باب الاجتهاد في النقد ما زال مفتوحا، فعني به كل هذه العناية، يدل على ذلك رده لآراء كثير من كبار النقاد وعدم قبولها مثل أحمد بن صالح المصري المتوفى سنة ٢٤٨ هـ، وأحمد بن عبد الله العجلي المتوفى سنة ٢٦١ هـ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي المتوفى سنة ٢٥٩ هـ، والبرذعي المتوفى سنة ٢٩٢، والنسائي المتوفى سنة ٣٠٣ هـ، والعقيلي المتوفى سنة ٣٢٢ هـ، وابن عدي الجرجاني المتوفى سنة ٣٢٣ هـ، وابن حبان البستي المتوفى سنة ٣٥٤ هـ، وأبي الفتح الأزدي المتوفى سنة ٣٦٧، وابن مندة المتوفى سنة ٣٩٥ هـ، والخطيب البغدادي المتوفى سنة ٤٦٣ هـ، وابن عساكر المتوفى سنة ٥٧١ هـ، وابن الصلاح المتوفى سنة ٦٤٣ هـ، وغيرهم مما يطول ذكرهم وتعدادهم.

ج - إن النقد أصبح جزءا من مفهومه التاريخي لذلك حاول تطبيقه في كل كتبه.

وقد أخطأ كثير ممن فسر نقده لكبار العلماء من غير الرواة، أو

الملوك، أو أرباب الولايات أو نحوهم بأنه من صنف " نقد الرجال "، بل هو حكم تاريخي كانت الغاية منه تقويم المترجم.


(١) الميزان: ١ / ٤.