مخلوق، والقرآن كلام الله لا كلامهم، وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى، فلما كلم موسى كلمه بكلامه الذي هو من صفاته لم يزل، وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين، يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويتكلم لا ككلامنا. وقال العلامة الآلوسي في تفسيره " روح المعاني " ١ / ١٧: الذي انتهى إليه كلام أئمة الدين كالماتريدي والاشعري وغيرهما من المحققين أن موسى عليه السلام سمع كلام الله تعالى بحرف وصوت كما تدل عليه النصوص التي بلغت في الكثرة مبلغا لا ينبغي معه تأويل، ولا يناسب في مقابلته قال وقيل، فقد قال تعالى: (وناديناه من جانب الطور الايمن) ، (وإذ نادى ربك موسى) ، (نودي من شاطئ الواد الايمن) ، (إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى) واللائق بمقتضى اللغة والأحاديث أن يفسر النداء بالصوت، بل قدر ورد إثبات الصوت لله تعالى شأنه في أحاديث لا تحصى وأخبار لا تستقصى. (٢) لفظ الميزان ورد في القرآن والأحاديث الصحيحة، وأما الكفتان، فلم تردا في الصحيح كما ذكر المصنف، وإنما هي في المسند ٢ / ٢١٣، والترمذي (٢٦٤١) ، وابن ماجة (٤٣٠٠) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٢٥٣٤) ، والحاكم: / ٥٢٩، ووافقه الذهبي. وانظر " النهاية " لابن كثير: ٢ / ٢٤، وشرح العقيدة الطحاوية: ص ٤٠٩ - ٤١٣ لابن أبي العز بتحقيقنا.