كتاب سير أعلام النبلاء - ط الرسالة

الطبقة السابعة والعشرون - ٢٣٤ - الشاشي أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين - ج: 19 - ص: 394

وَانتهت إِلَيْهِ رِيَاسَةُ المَذْهَب، وَتَخَرَّج بِهِ الأَصْحَاب بِبَغْدَادَ، وَصَنَّفَ.

وَكِتَابه (الحليَة (١)) فِيْهِ اخْتِلاَف العُلَمَاء، وَهُوَ الكِتَابُ المُلَقَّب بِالمُسْتظهرِي، لأَنَّه صنفه لِلْخَلِيْفَة المُسْتظهِر بِاللهِ (٢) ، وَوَلِيَ تَدْرِيْسَ النّظَامِيَة بَعْد الغَزَّالِي (٣) ، وَصُرِفَ، ثُمَّ وَلِيَهَا بَعْدَ إِلْكِيَا الهَرَّاسِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْس مائَة، وَدرَّس أَيْضاً بِمَدرسَة تَاجِ الْملك وَزِيْر السُّلْطَان مَلِكْشَاه.

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَزَجِي، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ اليَزْدِي، وَأَبُو بَكْرٍ ابْن النَّقُّوْرِ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَفخرُ النِّسَاءِ شُهْدَة.

مَاتَ: فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة، وَدُفِنَ إِلَى جَنْبِ شَيْخِهِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِي، وَقِيْلَ: دُفِنَ مَعَهُ.

وَقَعَ لِي مِنْ حَدِيْثِهِ.

قَالَ أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ الزَّنْجَانِي: كَانَ أَبُو بَكْرٍ الشَّاشِيّ يَتَفَقَّه مَعَنَا، وَكَانَ يُسَمَّى الجُنَيْدَ لِدِينِهِ وَوَرَعِهِ وَزُهْدِهِ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.

---

(١) نشرت منه مؤسسة الرسالة، ودار الارقم قسم العبادات سنة ١٩٨٠ وذل في ثلاثة أجزاء لطيفة، بتحقيق د.
ياسين درادكة، بعنوان " حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء ".
(٢) هو أبو العباس أحمد بن المقتدي بأمر الله عبد الله بن الأمير محمد العباسي المتوفى سنة ٥١٢ هـ.
وسترد ترجمته عند المؤلف برقم (٢٣٧) .
(٣) قال ابن خلكان: ٤ / ٢٢٠: وحكى لي بعض المشايخ من علماء المذهب أنه يوم ذكر الدرس، وضع منديله على عينيه، وبكى كثيرا وهو جالس على السدة التي جرت عادة المدرسين بالجلوس عليها، وكان ينشد: خلت الديار فسدت غير مسود * ومن البلاء تفردي بالسؤدد وجعل يردد هذا البيت ويبكي، وهذا إنصاف منه، واعتراف لمن تقدمه بالفضل والرجحان عليه، قلت: الذين تولوا تدريس النظامية قبل أبي بكر الشاشي الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو نصر بن الصباغ صاحب الشامل، وأبو سعد المتولي صاحب تتمة الابانة، وأبو حامد الغزالي.