كتاب سير أعلام النبلاء - ط الرسالة

الطبقة الثلاثون - ٣٦٩ - شيركوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدويني - ج: 20 - ص: 588

بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ الدُّوِيْنِيُّ، الكُرْدِيُّ، أَخُو الأَمِيْر نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ (١) .

مَوْلِدُهُ: بِدُوَيْنَ؛ بليدَة بِطرف أَذْرَبِيْجَانَ مِمَّا يَلِي بِلاَدَ الكُرْجِ - بِضَمِّ أَوَّلِه (٢) وَكَسْرِ ثَانِيهِ - وَيُقَالُ فِي النِّسبَة إِلَيْهَا: دُوَيْنِيّ بِفَتْحِ ثَانِيهِ (٣) .

نشَأَ هُوَ وَأَخُوْهُ بِتَكْرِيْتَ لَمَّا كَانَ أَبُوْهُمَا شَاذِي نَقيب قلعتهَا، وَشَاذِي بِالعربِي: فَرْحَان (٤) ، أَصلهُم مِنَ الكُرْد الروَادِيَّة فَخِذ مِنَ الهذبَانِيَّة.

وَأَنْكَر طَائِفَة مِنْ أَوْلاَده أَنْ يَكُوْنُوا أَكْرَاداً، وَقَالُوا: بَلْ نَحْنُ عَرَبٌ نَزلنَا فِيهِم، وَتزوّجنَا مِنْهُم.

نعم قَدِمَ الأَخوَان الشَّام، وَخدمَا، وَتَنَقَّلَتْ بِهِمَا الأَحْوَال إِلَى أَنْ صَارَ شِيرْكُوْه مِنْ أَكْبَر أُمَرَاء نُوْر الدِّيْنِ، وَصَارَ مقدم جُيُوْشه.

وَكَانَ أَحَدَ الأَبْطَال المَذْكُوْرِيْنَ، وَالشجعَان المَوْصُوْفِيْن، تُرعَبُ الفِرَنْج مِنْ ذِكْرِهِ، ثُمَّ جهّزه نُوْر الدِّيْنِ فِي جَيْش إِلَى مِصْرَ لاختلاَل أَمرهَا، وَطَمِعَ الفِرَنْج فِيْهَا، فَسَارَ إِلَيْهَا غَيْرَ مَرَّةٍ، فَسلك أَوَّلاً عَلَى طَرِيْق وَادِي الغزلاَن، وَخَرَجَ مِنْ عِنْد إِطفِيح (٥) ، وَجَهَّزَ وَلدَ أَخِيْهِ صَلاَحَ الدِّيْنِ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة.

---

= ٤٦، دول الإسلام ٢ / ٧٧، العبر ٤ / ١٨٦، ١٨٧، تتمة المختصر ٣ / ١١٥ - ١١٧، طبقات السبكي ٧ / ٣٥٢ - ٣٥٤، البداية والنهاية ١٢ / ٢٥٢، ٢٥٣ و٢٥٥ و٢٥٩، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٨١ - ٢٨٣، النجوم الزاهرة ٥ / ٣٨١ و٣٨٧ - ٣٨٩، حسن المحاضرة ٢ / ٣، ٤، ٢١٦، شذرات الذهب ٤ / ٢١١، تهذيب تاريخ دمشق لبدران ٦ / ٣٦٠.
(١) سترد ترجمته عقب هذه الترجمة.
(٢) ضبط ياقوت أوله بالفتح.
" معجم البلدان " ٢ / ٤٩١.
(٣) ضبط السمعاني ثانيها بالكسر في " الأنساب " ٥ / ٣٧٥.
(٤) وشيركوه بالعربي: أسد الجبل، فشير: أسد، وكوه: جبل، كما قال ابن خلكان في " وفيات الأعيان " ٢ / ٤٨١.
(٥) بكسر أوله والفاء وياء ساكنة وحاء مهملة: بلد بالصعيد الادنى من أرض مصر على شاطئ النيل في شرقيه. " معجم البلدان " ١ / ٢١٨.