للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقوالهم وحكاياتهم في الزهد والمحبة فيه (١) .

أما الثانية: فقد عدهم الذهبي مارقين عن الدين، مشعوذين، بهم مس من الجنون، ومنهم الأحمدية (٢) أتباع الشيخ أحمد الرفاعي، والقلندرية (٣)

وشيخها جمال الدين محمد الساوجي فقد ذكر ترهاته وانغشاش الناس به، وبحاله الشيطاني (٤) ، ووصف بعض أحوالهم في ترجمة يوسف القميني " ت ٦٥٧ هـ " فقال: " وكان يأوي إلى قمين حمام نور الدين، ولما توفي، شيعه خلق لا يحصون من العامة، وقد بصرنا الله تعالى وله الحمد وعرفنا هذا النموذج.. فقد عم البلاء في الخلق بهذا الضرب..ومن هذا الأحوال الشيطانية التي تضل العامة: أكل الحيات ودخول النار، والمشي في الهواء ممن يتعانى المعاصي، ويخل بالواجبات.

وقد يجئ الجاهل، فيقول: اسكت، لا تتكلم في أولياء الله، ولم يشعر أنه هو الذي تكلم في أولياء الله، وأهانهم إذ أدخل فيهم هؤلاء الأوباش المجانين أولياء الشيطان (٥) ".

ولم يكن الذهبي متعصبا للحنابلة بالمعنى الذي صوره السبكي، فالرجل كان محدثا يحب أهل الحديث، ويحترمهم، إلا أن هذا لم يمنعه من تناول مساوئ بعضهم، فقد نقل عن الإمام ابن خزيمة في ترجمة الطبري المؤرخ قوله: " ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته


(١) تاريخ الإسلام، مثلا الورقة ١٥، ٢٠، ٢٦، ١٢٣، ١٥٥، ١٦٦، ١٥٤، ١٨٧، ٢٠٢، ٢١٥، ٢٣٧ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩) ، وسير أعلام النبلاء، مثلا: ٢١ / التراجم: ٨٩، ٩٣، ١٠٦، ١٣٢..الخ.
(٢) " معجم الشيوخ " م ١ الورقة ٤٠ علما بأنه ترجم في " السير " للرفاعي ترجمة رائعة ووصفه بأنه " الإمام القدوة العابد الزاهد شيخ العارفين " ٢١ / الترجمة ٢٦.
(٣) القلندرية: المحلقون أي الذي يحلقون رؤوسهم ولحاهم.
(٤) الورقة ١٠٤ (أيا صوفيا ٣٠١٢) .
(٥) الورقة ١٧٤ (أيا صوفيا ٣٠١٣) . وقمين الحمام: أتونه.