للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَكَانَ صَلاَح الدِّيْنِ يُعزّه وَيَحترمه، ثُمَّ وَلاَّهُ القَضَاء سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ مَدحه بقصيدَة فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ مِنْهَا ذَلِكَ:

وَفَتْحُكَ القَلْعَة الشَّهبَاء فِي صَفَرٍ ... مُبَشِّراً بِفُتُوْحِ القُدْسِ فِي رَجَبِ

فَاتَّفَقَ فَتح القُدْس فِي رَجَبٍ بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ (١) ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أَخَذَ ذَلِكَ مِنْ تَبَشِيْر ابْن بَرَّجَانَ (٢) فِي: {آلم، غُلِبَتِ الرُّوْمُ} [الرُّوْمُ: ١ وَ٢] .

قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ (٣) : وَجَدْته حَاشيَة لاَ أَصلاً (٤) .

تُوُفِّيَ: فِي شَعْبَان، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.


= إمام الدين عبد العزيز بن يحيى المتوفى سنة ٦٩٩، وبهاء الدين يوسف بن يحيى المتوفى سنة ٦٨٥.
(١) كان فتح حلب كما هو معروف في التواريخ في صفر سنة ٥٧٩ وفتح البيت المقدس أعاده الله في رجب سنة ٥٨٣.
(٢) قيده ابن خلكان بالحروف، فقال: بفتح الباء الموحدة وتشديد الراء وبعدها جيم وبعد الالف نون، وقال: هو أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمان اللخمي، وإنه توفي بمدينة مراكش سنة ٥٣٦، وله تفسير القرآن الكريم على طريقة المتصوفة (الوفيات: ٤ / ٢٣٧) .
(٣) الوفيات: ٤ / ٢٣٠.
(٤) قيل: إن ابن برجان هذا تنبأ بفتح البيت المقدس في سنة ٥٨٣ وشاع هذا الامر شيوعا كبيرا حتى قيل: إن السلطان الشهيد نور الدين كان يأمل أن يبقى حيا إلى هذه السنة ليتم على يديه هذا الفتح العظيم، ولكن انظر ما قاله ابن خلكان في الشك بقول ابن برجان، وفيما إذا كان قد قال مثل هذا أصلا حينما قال: (وقيل لمحيي الدين: من أين لك هذا؟ فقال: أخذته من تفسير ابن برجان في قوله تعالى (آلم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) ولما وقفت أنا على هذا البيت وهذه الحكاية لم أزل أتطلب تفسير ابن برجان حتى وجدته على هذه الصورة، لكن كان هذا الفصل مكتوبا في الحاشية بخط غير الأصل، ولا أدري هل كان من أصل الكتاب ام هو ملحق به، وذكر له حساب طويلا وطريقا في استخراج ذلك حتى حرره من قوله (بضع سنين) (وانظر ما جاء بهامش المختار من (وفيات الأعيان) فيما نقله المحقق الفاضل الدكتور إحسان عباس ففيه تأييد لما قاله ابن خلكان: (الوفيات) : ٤ / ٢٣٠ هامش ٢) .