قال السيوطي في " الدر المنثور " ٤ / ٢٨٢: أخرج ابن المبارك، وأحمد في الزهد، وابن عساكر، عن بكر بن عبد الله المزني قال: لما نزلت هذه الآية [وإن منكم إلا واردها] ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى، فجاءت المرأة فبكت، وجاءت الخادم فبكت. وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون. فلما انقطعت عبرتهم قال: يا أهلاه ما الذي أبكاكم؟ قالوا: لا ندري. ولكن رأيناك بكيت فبكينا. قال: إنه أنزلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، آية ينبئني فيها ربي تبارك وتعالى أني وارد النار، ولم ينبئني أني صادر عنها، فذاك الذي أبكاني. وأخرج أبو نعيم في " الحلية " ١ / ١١٨ من طريق: فاروق بن عبد الكبير، حدثنا زياد بن الخليل، حدثنا إبراهيم بن محمد بن فليح، حدثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري قال: زعموا أن ابن رواحة بكى حين أراد الخروج إلى مؤتة. فبكى أهله حين رأوه يبكي فقال: والله ما بكيت جزعا من الموت، ولا صبابة لكم. ولكني بكيت من قول الله عزوجل (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) فأيقنت أني واردها. ولم أدر أنجو منها أم لا. وانظر تهذيب ابن عساكر ٧ / ٣٩٥. (٢) قال ابن هشام في " السيرة " ٢ / ٣٤٥: فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما حدثني عبد الله بن أبي بكر، يبعث عبد الله بن رواحة خارصا بين المسلمين ويهود. فإذا قالوا: تعديت علينا، قال: إن شئتم فلكم، وإن شئتم فلنا. فتقول يهود: بهذا قامت السماوات والارض.