للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شمر فإنك ماضي الهم شمير ... لا يفزعنك تفريق وتغيير

إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم ... فإن ذا الدهر أطوار دهارير

فربما ربما أضحضوا بمنزلة ... تهاب صولهم الأسد المهاصير

منهم أخو الصرح بهرام وإخوته ... والهرمزان وسابور وسابور

والناس أولاد علات فمن علموا ... أن قد أقل فمحقور ومهجور

وهم بنو الأم إما إن رأوا نشبا ... فذاك بالغيب محفوظ ومنصور

والخير والشر مصفودان في قرن ... فالخير متبع والشر محذور

فلما قدم على كسرى أخبره بقول سطيح، فقال كسرى: إلى متى يملك منا أربعة عشر ملكا تكون أمور، فملك منهم عشرة أربع سنين، وملك الباقون إلى آخر خلافة عثمان -رضي الله عنه- هذا حديث منكر غريب.

وبإسنادي إلى البكائي، عن ابن إسحاق، قال كان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك التبابعة, فرأى رؤيا هالته وفظع منها، فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته إلا جمعه إليه، فقال لهم: إني قد رأيت رؤيا هالتني فأخبروني بها وبتأويلها.

قالوا: اقصصها علينا نخبرك بتأويلها. قال: إني إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم عن تأويلها، إنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها. فقيل له: إن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم منهما، فبعث إليهما فقدم سطيح قبل شق، فقال له: رأيت حممة خرجت من ظلمة، فوقعت بأرض تهمة، فأكلت منها كل ذات جمجمة. قال: ما أخطأت منها شيئا، فما تأويلها؟

فقال: أحلف بما بين الحرتين من حنش، ليهبطن أرضكم الحبش،