للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيخه أبي حفص عمر ابن القواس المتوفى سنة ٦٩٨ هـ، وسمع " الشاطبية " من غير واحد من القراء (١) .

وتميز الشاب في دراسة القراءات، وبرع فيها براعة جعلت شيخه شمس الدين أبا عبد الله محمد بن عبد العزيز الدمياطي ثم الدمشقي الشافعي، وهو من المقرئين المجودين، يتنازل له عن حلقته بالجامع الأموي في أواخر سنة ٦٩٢ هـ، أو أوائل سنة ٦٩٣ هـ، حينما أصابه المرض الذي توفي فيه، وكان الذهبي قد أكمل عليه القراءات قبل ذلك (٢) ، فكان هذا أول منصب علمي يتولاه الذهبي فيما نعلم، وإن لم يدم فيه أكثر من سنة واحدة (٣) .

ب - الحديث:

وفي الوقت نفسه كان الذهبي، وهو في الثامنة عشرة من عمره، قد مال إلى سماع الحديث، واعتنى به عناية فائقة (٤) .

وانطلق في هذا العلم حتى؟ طغى على كل تفكيره، واستغرق كل حياته بعد ذلك، فسمع ما لا يحصى كثرة من الكتب والأجزاء، ولقي كثيرا من الشيوخ والشيخات، وأصيب بالشره في سماع الحديث وقراءته، ورافقه ذلك طيلة حياته، حتى كان يسمع من أناس قد لا يرضى عنهم، قال في ترجمة علاء الدين أبي الحسن علي بن مظفر


(١) انظر مثلا الذهبي: " معجم الشيوخ "، م ٢ الورقة ٣٥، ٦٩.
(٢) الذهبي: " معجم الشيوخ "، م ٢ الورقة ٤٨، توفي شيخه بعد ذلك في صفر من سنة ٦٩٣ (٣) قال الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن علي شمس الدين أبي عبد الله الرضي الحنفي من معرفة القراء: " ولما سافرت إلى بعلبك، سنة ثلاث وتسعين، وتعوقت بالقراءة على الموفق، وثب على حلقتي، فأخذها لكوني لم أستأذن الحاكم في الغيبة، وهو الآن يقرئ بالجامع " ص ٦٠٠.
(٤) السبكي: " طبقات الشافعية الكبرى "، ٩ / ١٠٢، والسيوطي: " طبقات الحفاظ "، الورقة ٨٤.