للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَحْيَى القَطَّانُ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، حَدَّثَنَا (١) مَالِكُ بنُ شُرَحْبِيْلَ، قَالَ:

قَالَ عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ: أَلاَ تَرَوْنِي لاَ أَقُوْمُ إِلاَّ رِفْداً (٢) ، وَلاَ آكُلُ إِلاَّ مَا لُوِّقَ -يَعْنِي: لُيِّنَ وَسُخِّنَ- وَقَدْ مَاتَ صَاحِبِي مُنْذُ زَمَانٍ -يَعْنِي: ذَكَرَهُ- وَمَا يَسُرُّنِي أَنِّي خَلَوْتُ بِامْرَأَةٍ لاَ تَحِلُّ لِي، وَإِنَّ لِي مَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، مَخَافَةَ أَنْ يَأْتِيَ الشَّيْطَانُ فَيُحَرِّكَهُ، عَلَى أَنَّه لاَ سَمْعَ لَهُ وَلاَ بَصَرَ (٣) .

إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ بنِ


= الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبادة بن الصامت، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس، فقال: " تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فمن وفى منكم، فأجره على الله، من أصحاب شيئا من ذلك، فعوقب به.
فهو كفارة له، ومن أصاب شيئا من ذلك، فستره الله عليه، فأمره إلى الله، إن شاء عفاعنه، وإن شاء عذبه " وفي رواية: فتلا علينا آية النساء، وفي رواية: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخذ على النساء.
وانظر " الفتح " ١ / ٦٠، ٦٥، وأما حديث " إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ": فأخرجه مسلم (٣٠٠٢) في الزهد والرقائق، وأحمد ٦ / ٥، والترمذي (٢٣٩٣) ، وابن ماجة (٣٧٤٢) ، وأبو داود (٤٨٠٤) ، من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه، وأخرجه احمد ٢ / ٩٤ من حديث ابن عمر، وأخرجه أبو أحمد الحاكم في " الكنى " من حديث أنس،
والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو.
قال الخطابي: المداحون: هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة، وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح، ويفتونه، فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والامر المحمود، يكون منه ترغيبا له في أمثاله، وتحريضا للناس على الاقتداء به في أشباهه، فليس بمداح، وإن كان قد صار مادحا بما تكلم به من جميل القول فيه، وقد استعمل المقداد الحديث على ظاهره.
وحمله على وجهه في تناول عين التراب بيده، وحثيه في وجه المادح.
وقد يتأول أيضا على وجه آخر، وهو أن يكون معناه: الخيبة والحرمان، أي من تعرض لكم بالثناء والمدح، فلا تعطوه، واحرموه كنى بالتراب عن الحرمان.
(١) تحرفت في المطبوع إلى " بن ".
(٢) الرفد: الاعانة، والمعنى: أنه لايستطيع القيام إلا أن يعان عليه.
(٣) رجاله ثقات خلا مالك بن شرحبيل، فإنه لم يوثق، وهو مترجم في " تاريخ البخاري " ٧ / ٣١٤ و" الجرح والتعديل " ٨ / ٢١٠.