للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَبِهِ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: لاَ أَتَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلاَ أَذُمُّهُمَا (١) .

ثَابِتٌ: عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَ رَجُلاً رَامِياً.

وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ إِذَا رَمَى أَبُو طَلْحَةَ، رَفَعَ بَصَرَهُ يَنْظُرُ أَيْنَ يَقَعُ سَهْمُهُ.

وَكَانَ يَدْفَعُ صَدْرَ رَسُوْلِ اللهِ بِيَدِهِ، وَيَقُوْلُ:

يَا رَسُوْلَ اللهِ، هَكَذَا، لاَ يُصِيْبُكَ سَهْمٌ (٢) .

عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ صُهَيْبٍ: عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:

لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْهَزَمَ نَاسٌ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ مُجَوِّباً عَلَيْهِ بِحَجْفَةٍ.

وَكَانَ رَامِياً شَدِيْدَ النَّزْعِ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً.

وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الجُعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُوْلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (انْثُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ) .

ثُمَّ يُشْرِفُ إِلَى القَوْمِ، فَيَقُوْلُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ، لاَ تُشْرِفْ، لاَ يُصِيْبُكَ سَهْمٌ، نَحْرِي دُوْنَ نَحْرِكَ.

قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَاتٍ (٣) ، أَرَى خَدَمَ سُوْقِهِمَا تَنْقُزَانِ، القِرَبُ عَلَى مُتُوْنِهِمَا، وَتُفْرِغَاَنِهَا فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ، وَتَرْجِعَانِ، فَتَمْلآنِهَا.

فَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِ أَبِي طَلْحَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً مِنَ النُّعَاسِ (٤) .


(١) أخرجه الحاكم في " المستدرك " ٣ / ٣٥٣ وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وقد سقط من المطبوع جملة " ولا أذمهما ".
(٢) أخرجه أحمد ٣ / ٢٨٦، ٢٨٧ وابن سعد ٣ / ٥٠٦ من طريق عفان، عن ثابت، عن أنس وإسناده صحيح.
(٣) المشمرات: من التشمير، وقد تحرفت في المطبوع إلى " لمشمرقاف ".
(٤) أخرجه البخاري ٧ / ٢٨٧، ٢٧٩ في المغازي: باب غزوة أحد.
والحجفة: الترس، ومجوبا: بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الواو المكسورة، أي مترسا عليه.
وخدم سوقهما، هي، الخلاخيل، جمع خدمة.
تنقزان: تثبان، والنقز: الوثب والقفز، كناية عن سرعة
السير.
وجملة " القرب على متونهما " في موضع نصب على الحال، وفي رواية: " تنقلان القرب " وهي رواية جعفر بن مهران، عن عبد الوارث، أخرجها الاسماعيلي.
وقال الخطابي: =