للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نَقَلَ الوَاقِدِيُّ، عَنْ خَالِدِ بنِ حَيَّانَ، قَالَ:

كَانَ أَبُو ذَرٍّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ فِي مِظَلَّتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ بِدَمَشْقَ (١) .

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ: أَبُو ذَرٍّ اسْمُهُ: يَزِيْدُ بنُ جُنَادَةَ.

وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: اسْمُهُ بُرَيْرٌ.

قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: عَنْ رَجُلٍ عَامِرِيٍّ، قَالَ:

كُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ المَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيْبُنِي الجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، فَنُعِتَ (٢) لِي أَبُو ذَرٍّ، فَحَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ مِنَى، فَعَرَفْتُهُ، فَإِذَا شَيْخٌ مَعْرُوْقٌ، آدَمُ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ قِطْرِيٌّ (٣) .


= رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام، عن الله تبارك وتعالى..ثم قال: ورجال إسناده مني إلى أبي ذر كلهم دمشقيون، ودخل أبو ذر رضي الله عنه دمشق، فاجتمع
في هذا الحديث جمل من الفوائد.
منها صحة إسناده ومتنه وعلوه وتسلسله بالدمشقيين رضي الله عنهم، وبارك فيهم.
ومنها ما اشتمل عليه من البيان لقواعد عظيمة في أصول الدين وفروعه والآداب ولطائف القلوب وغيرها ولله الحمد.
روينا عن الامام أحمد بن حنبل رحمه الله قال: ليس لاهل الشام أشرف من هذا الحديث.
وأخرجه أحمد ٥ / ١٥٤ و١٧٧، والترمذي (٢٤٩٥) من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر ... وأخرجه أحمد ٥ / ١٦٠ من طريق همام عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن أبي ذر ... (١) ابن سعد ٢ / ٢٣٦.
(٢) تحرفت في المطبوع إلى " فبعث ".
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ١٤٦، والرجل العامري هو عمرو بن بجدان كما جاء مصرحا به في غير هذه الرواية، ومعروق: قليل اللحم، وقد تحرفت في المسند إلى " معروف " وقطري: بكسر القاف وإسكان الطاء: ضرب من البرود في حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة.
وفي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: " إن الصعيد الطب طهور ما لم تجد الماء ولو إلى عشر حجج فإذا وجدت الماء فأمسه بشرتك " وهو حديث صحيح أخرجه عن أبي ذر أبو داود رقم (٣٣٢ و٣٣٣) ، والترمذي (١٢٤) ، والنسائي ١ / ١٧١، وأحمد ٥ / ١٤٧، ١٥٥، ١٨٠، وصححه الترمذي، وابن حبان رقم (١٢٦) ، والحاكم ١ / ١٧٦، ١٧٧.
ووافقه الذهبي، وله شاهذ عند البزار من حديث ابي هريرة برقم (٣١٠) وإسناده قوي.
سير ٢ / ٤