بل الظاهر من القرآن - كما يقول الحافظ ابن كثير في " بدايته " ١ / ١٥٨، ١٥٩ - بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل، لأنه ذكر قصة الذبيح، ثم قال بعده: (وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين) ومن جعله حالا، فقد تكلف، ومستنده أنه إسحاق إنما هو إسرائيليات. وكتابهم فيه تحريف، ولا سيما هاهنا قطعا لا محيد عنه، فإن عندهم أن الله أمر أن يذبح ابنه وحيده، وفي نسخة من المعربة: " بكره إسحاق " فلفظة: " إسحاق " هاهنا مقمحمة مكذوبة مفتراة، لأنه ليس هو الوحيد، ولا البكر، ذاك إسماعيل، وإنما حملهم على هذا حسد العرب الذين يسكنون الحجاز الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسحاق والد يعقوب وهو إسرائيل الذي ينتسبون إليه، فأرادوا أن يجروا هذا الشرف إليهم، فحرفوا كلام الله، وزادوا فيه، وهم قوم بهت، ولم يقروا بأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. وانظر " زاد المعاد " ١ / ٧١، ٧٥، بتحقيقنا، فقد توسع ابن القيم في هذا الموضوع، ووفاه حقه. (٢) أي: لا يخفى: يقال غبي الشئ عن فلان وعليه ومنه غبا وغباوة إذا خفي الشئ عليه فلم يعرفه، قال الشاعر: في بلدة يغبى بها الخريت أي: يخفى وفي حديث الصوم " فإن غبي عليكم " أي: خفي، ورواه بعضهم " غبي " بالتشديد.