فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " لا تشدوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم، فشدد بقاياهم في الصوامع والديارات (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناه عليهم) . ثم غدا من الغد، فقال: ألا تركب لتنظر ولتعتبر؟ قال: نعم. فركبوا جميعا، فإذا هم بديار باد أهلها، وانقضوا، وفنوا، خاوية على عروشها، فقال: أتعرف هذه الديار؟ فقلت: ما أعرفني بها وأهلها، هذه ديار قوم أهلكهم البغي والحسد، إن الحسد يطفئ نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني والكف والقدم والجسد والسان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. وسعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء ذكره ابن حبان في " الثقات "، وروى عنه اثنان، وباقي رجاله ثقات، وذكره ابن كثير في " تفسيره " ٤ / ٣١٦ من طريق أبي يعلى، عن أحمد بن عيسى بهذا الإسناد. (٢) إسناده صحيح، وهو في " الطبقات " ٣ / ٤٧٢، وأخرجه عبد الرزاق (٦٤٠٣) ، والطحاوي ١ / ٢٨٧، والحاكم ٣ / ٤٠٩، والبيهقي ٤ / ٣٦، وفيه عندهم: ثم التفت إلينا، فقال ك إنه بدري. (٣) ابن سعد ٣ / ٤٧٣.