للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَالِكٌ: عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

مَا سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ يَقُوْلُ لأَحَدٍ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلاَّ لِعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، وَفِيْهِ نَزَلَتْ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأَحْقَافُ (١) : ١٠] .

حَمَّادٌ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ بَهْدلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الفَجِّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ) .

فَجَاءَ ابْنُ سَلاَمٍ (٢) .

وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا، فَقَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ:


= ينتظرون الصلاة، فقال: " أما إنه ليس من أهل هذه الاديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم " قال: فنزلت هذه الآيات (ليسوا سواء من أهل الكتاب) إلى قوله: (والله عليم بالمتقين) .
وسنده حسن.
(١) أخرجه مالك في الموطأ، ورواه البخاري ٧ / ٩٧ في المناقب: باب مناقب عبد الله بن سلام، ومسلم (٢٤٨٣) في الفضائل، من حديث مالك به، وقد استظهر الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " أن قوله: " وفيه نزلت.." مدرج، وقد وقع في رواية ابن وهب عند الدراقطني التصريح بأنه من قول مالك.
وقال ابن كثير ٤ / ١٦٥: وهذا الشاهد اسم جنس، يعم عبد الله بن سلام رضي الله عنه وغيره، فإن هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وهذا كقوله تبارك وتعالى: (وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين) ، وقال: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا) .
قال مسروق والشعبي: ما نزلت في عبد الله بن سلام، ما نزلت إلا بمكة، وما أسلم عبد الله إلا بالمدينة، رواه عنهما ابن جرير ٢٦ / ٩، واختاره.
(٢) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وهو في " المسند " ١ / ١٦٩ و١٨٣، ولفظه بتمامه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة من ثريد، فأكل، ففضل منه فضلة، فقال: " يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة، يأكل هذه الفضلة " قال سعد: وقد كنت تركت أخي عمير بن أبي وقاص يتهيأ لان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فطمعت أن يكون هو، فجاء عبد الله بن سلام، فأكلها.
وصححه الحاكم ٣ / ٤١٦، ووافقه الذهبي.
سير ٢ / ٢٧