للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا راكبا بلغن عني مغلغلة ... من كان يرجو بلاغ الله والدين

كل امرئ من عباد الله مضطهد ... ببطن مكة مقهور ومفتون

أنا وجدنا بلاد الله واسعة ... تنجي من الذل والمخزاة والهون

فلا تقيموا على ذل الحياة وخز ... ي في الممات وعيب غير مأمون

إنا تبعنا نبي الله واطرحوا ... قول النبي وعالوا في الموازين

فاجعل عذابك في القوم الذي بغوا ... وعائذ بك أن يعلوا فيطغوني

وقال عثمان بن مظعون يعاتب أمية بن خلف ابن عمه، وكان يؤذيه:

أتيم بن عوف والذي جاء بغضة ... ومن دونه الشرمان والبرك أكتع

أأخرجتني من بطن مكة أيمنا ... وأسكنتني في سرح بيضاء نقذع

تريش نبالا لا يواتيك ريشها ... وتبري نبالا ريشها لك أجمع

وحاربت أقواما كراما أعزة ... وأهلكت أقواما بهم كنت تفزع

ستعلم إن نابتك يوما ملمة ... وأسلمك الأرياش ما كنت تصنع

وقال موسى بن عقبة: ثم إن قريشا ائتمروا واشتد مكرهم، وهموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إخراجه، فعرضوا على قومه أن يعطوهم ديته ويقتلوه، فأبوا حمية. ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعب بني عبد المطلب، أمر أصحابه بالخروج إلى الحبشة فخرجوا مرتين؛ رجع الذين خرجوا في المرة الأولى حين أنزلت سورة "النجم"، وكان المشركون يقولون: لو كان محمد يذكر آلهتنا بخير قررناه وأصحابه، ولكنه لا يذكر من حالفه من اليهود والنصارى بمثل ما يذكر به آلهتنا من الشتم، والشر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنى هداهم، فأنزلت: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ١٩، ٢٠] ، فألقى الشيطان عندها كلمات "وإنهن