(٢) الارجاء يطلقه المعتزلة القائلون بتخليد صاحب الكبيرة في النار على أهل السنة والجماعة، لانهم لا يقطعون بعقاب الفساق الذين يرتكبون الكبائر، ويفوضون أمرهم إلى الله إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم. ويطلقه المحدثون على من لا يقول بزيادة الايمان ولا نقصانه، ولا يقول بدخول العمل بحقيقة الايمان ومسماه، وهو مذهب أبي حنيفة والجلة من العلماء وهم يعتدون بالاعمال، ويحرضون عليها، ويفسقون من ضيع شيئا منها، ويرجئون أمر العصاة الذين يرتكبون الكبائر إلى الله إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم. ويطلقه الجمهور على الطائفة المذمومة المتهمة في دينها التي تقول: الايمان هو المعرفة، وما سوى الايمان من الطاعات، وما سوى الكفر من المعاصي غير ضارة ولا نافعة..ومن كان من هذا القبيل، فهو مرفوض الرواية ولا كرامة. (٣) يريد ميمون أن يثبت بمقالته هذه أن الايمان تتفاوت نسبته بين مؤمن وآخر، وأنه يزيد وينقص، وهو مذهب جمهور سلف الأمة، ونصوص القرآن، وما صح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم تقوي ذلك وترجحه، انظر " شرح السنة " ١ / ٣٣، ٤٧ للبغوي بتحقيقنا.