وقول السخاوي في " شرح الالفية " ص ٤٧٧: مع أنه: أي الذهبي، تبع ابن عدي في إيراد كل من تكلم فيه ولو كان ثقة، لكنه التزم ألا يذكر أحدا من الصحابة، ولا الأئمة المتبوعين. وقول السيوطي في " تدريب الراوي " ص ٥١٩ إلا أنه - أي الذهبي - لم يذكر أحدا من الصحابة ولا الأئمة المتبوعين. فهذه العبارات، من هؤلاء الثقات، الذين قد مرت أنظارهم على نسخ الميزان الصحيحة مرات تنادي بأعلى الصوت على أنه ليس في حرف النون من الميزان أثر لترجمة أبي حنيفة النعمان فلعلها من زيادات بعض الناسخين والناقلين في بعض نسخ الميزان بل قد صرح الذهبي في مقدمة الميزان ١ / ٣ فقال: وكذا لا أذكر في كتابي من الأئمة المتبوعين في الفروع أحدا لجلالتهم في الإسلام وعظمتهم في النفوس مثل أبي حنيفة، والشافعي، والبخاري، فإن ذكرت أحدا منهم، فأذكره على الإنصاف، وما يضره ذلك عند الله، ولا عند الناس. وجاءت في المطبوعة من الميزان ترجمة أبي حنيفة في سطرين ليس فيها دفاع عن أبي حنيفة إطلاقا. وإنما تحط على جرحه وتضعيفه وكلام الذهبي في المقدمة ينفي وجودها على تلك الصفة، لأنها تحمل القدح لا الإنصاف. وقد روجع المجلد الثالث من ميزان الاعتدال المحفوظ في ظاهرية دمشق، وهو بخط الحافظ: شرف الدين عبد الله بن محمد الداني الدمشقي، المتوفى سنة ٧٤٩ تلميذ مؤلفه الذهبي، وقد قرئ عليه ثلاث مرات، مع المقابلة بأصل الذهبي، فلم توجد فيه ترجمة