(٢) أخرجه البخاري: ٦ / ٣٦١، في أحاديث الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل، من حديث عبد الله بن عمرو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". وما نمي إلينا من أخبارهم، ففي تسويغ روايته عنهم تفصيل: فما جاء منها موافقا لما في شرعنا صدقناه، وجازت روايته، وما جاء مخالفا لما في شرعنا كذبناه، وحرمت روايته إلا لبيان بطلانه، وماسكت عنه شرعنا توقفنا فيه، فلا نحكم عليه بصدق ولا بكذب، وتجوز روايته. وغالب ما يروى من ذلك راجع إلى القصص والاخبار، لا إلى العقائد والاحكام. لكن ينبغي أن يعلم أن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل صدقه ولا كذبه لا يسوغ لنا أن نذكره في تفسير القرآن، ونجعله قولا أو رواية في معنى الآيات أو في تعيين ما لم يعين فيها، أو في تفصيل ما أجمل فيها، لان في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه، ومفصل لما أجمل فيه. وحاشا لله ولكتابه من ذلك. وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أذن بالتحدث عنهم، أمرنا أن لانصدقهم ولا نكذبهم، فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من أن نقرنها بكتاب الله، ونضعها منه موضع التفسير أو البيان؟ ! (٣) يغت عليكم: أي: يفسد عليكم، من غت الكلام غتا: إذا فسد. قال قيس بن الخطيم: ولا يغت الحديث إذ نطقت * وهو، بفيها، ذو لذة طرب