ومتن الحديث صحيح ثابت عن ابي هريرة، أخرجه عنه مالك في (الموطأ) : ١ / ١٦، في وقت الصلاة، عن ابن الزناد، عن الاعرج، عن ابي هريرة، ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا اشتد الحر فابردوا عن الصلاة، فان شدة الحر من فيح جهنم) . وأخرجه البخاري: ٢ / ١٢ - ١٣، في مواقيت الصلاة، ومسلم: (٦١٥) ، في المساجد: باب استحباب الابراد في الظهر في شدة الحر. ومعنى الابراد: انكسار حر الظهيرة، وهو ان تتفيأ الافياء، وينكسر وهج الحر، فهو برد بالاضافة إلى حر الظهيرة. وقوله: (من فيح جهنم) ، معناه: سطوح حرها وانتشاره. واصله في كلامهم: السعة والانتشار، يقال: مكان افيح، اي واسع، وارض فيحاء، أي: واسعة. قال الخطابي في (المعالم) : ١ / ٢٣٩: ومعنى الكلام يحتمل وجهين: احدهما: ان شدة الحر في الصيف من وهج حر جهنم في الحقيقة، والوجه الاخر: ان هذا الكلام خرج مخرج التشبيه والتقريب، أي: كأنه نار جهنم في الحر، فاحذروها، والوجه الاخر: أن هذا الكلام خرج مخرج التشبيه والتقريب، أي: كأنه نار جهنم في الحر، فاحذروها، واجتنبوا ضررها. (٢) في الأصل: (كيسلة) ، وهو خطأ، مترجم في (التهذيب) روى عنه غير واحد، ووثقه ابن حبان. وحديثه هذا أخرجه الطبري: ٥ / ٣٩، من طريق سليمان بن ثابت الخراز الواسطي، أخبرنا سلم بن سلام، عن أيوب بن عتبة، عن طيلسة. وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن عتبة، لكنه يتقوى بحديث عمير عند أبي داود: (٢٨٧٥) ، وسنده حسن في الشواهد.