للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهَدْيِ (١)) ، وَحَدِيْثُ (اعْتكَفَ فَأَتَتْهُ صَفِيَّةُ (٢)) .

قُلْتُ: قَدْ ذَكَرْنَا فِي تَرْجَمَةِ شُعْبَةَ أَنَّهُ اخْتطفَ صَحِيْفَةَ الزُّهْرِيِّ مَنْ يَدِ هُشَيْمٍ، فَقَطَعَهَا لِكونِهِ أَخفَى شَأْنَ الزُّهْرِيَّ عَلَى شُعْبَةَ لَمَّا رَآهُ جَالِساً مَعَهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ ذَا الشَّيْخُ؟

فَقَالَ شُرَطِيٌّ لبَنِي أُمَيَّةَ، فَمَا عَرَفَهُ شُعْبَةُ، وَلاَ سَمِعَ مِنْهُ، وَهَذِهِ هَفْوَةٌ كَانَتْ مِنَ الاثْنَيْنَ فِي حَالِ الشَّبِيْبَةِ، ثُمَّ إِنَّ هُشَيْماً كَانَ يَحفظُ مِنْ تِلْكَ الصَّحِيْفَةِ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ، فَكَانَ يَرويهَا.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ أَحَدٌ أَصَحُّ حَدِيْثاً مِنْ هُشَيْمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ.


= سفيان، عن صالح بن أبي الاخضر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن بيع الملاقيح والمضامين " وصالح بن أبي الاخضر ضعيف.
وروى مالك في " الموطأ " ٢ / ٦٥٤ عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قوله: وإنما نهى من الحيوان عن المضامين والملاقيح وحبل الحبلة، والمضامين: بيع ما في بطون إناث الابل، والملاقيح: بيع ما في ظهور الجمال.
(١) قال الطبري في " تفسيره " ٢ / ٢١٦: حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا هشيم، قال الزهري: أخبرنا، وسئل عن قول الله جل ثناؤه: (فما استيسر من الهدي) قال: كان ابن عباس يقول: من الغنم.
(٢) أخرجه البخاري ٤ / ٢٤٠ و١٠ / ٤٩٣ و١٣ / ١٤٢، ومسلم (٢١٧٥) من حديث الزهري، عن علي بن حسين، عن صفية بنت حيي قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت لانقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر بنت حيي " فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: " إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا، أو قال: شيئا ".
ومعنى ليقلبني: أي ليردني إلى منزلي.
وقد ذكر الحافظ ١٣ / ١٤٢ أنه رواه سعيد بن منصور في سننه عن ... ؟ عن الزهري.
قال الحافظ في مقدمة " فتح الباري " ص ٤٤٩: هشيم بن بشير الواسطي أحد الأئمة متفق على توثيقه، إلا أنه كان مشهورا بالتدليس، وروايته عن الزهري خاصة لينة عندهم، فأما التدليس فقد ذكر جماعة من الحفاظ أن البخاري كان لا يخرج عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث، واعتبرت هذا في حديثه فوجدته كذلك، إما أن يكون قد صرح به في نفس الإسناد، أو صرح به من وجه آخر، وأما روايته عن الزهري فليس في الصحيحين منها شيء.