للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، سَمِعْتُ حُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ الكَرَابِيْسِيَّ يَقُوْلُ:

شَهِدْتُ الشَّافِعِيَّ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ بِشْرٌ المَرِيسِيُّ فَقَالَ لبِشْرٍ: أَخْبِرْنِي عَمَّا تَدعُو إِلَيْهِ: أَكتَابٌ نَاطِقٌ، وَفَرْضٌ مُفْتَرَضٌ، وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ، وَوَجَدْتَ عَنِ السَّلَفِ البَحْثَ فِيْهِ، وَالسُّؤَالَ؟

فَقَالَ بِشْرٌ: لاَ، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يَسَعُنَا خِلاَفُهُ.

فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَقْرَرْتَ بِنَفْسِكَ عَلَى الخَطَأِ، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الكَلاَمِ فِي الفِقْهِ وَالأَخْبَارِ، يُوَالِيْكَ النَّاسُ، وَتَتْرُكُ هَذَا؟

قَالَ: لَنَا نَهْمَةٌ فِيْهِ.

فَلَمَّا خَرَجَ بِشْرٌ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: لاَ يُفْلِحُ (١) .

أَبُو ثَوْرٍ وَالرَّبِيْعُ: سَمِعَا الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا ارتَدَى أَحَدٌ بِالكَلاَمِ، فَأَفْلَحَ (٢) .


= والنعمان بن بشير، وأوس بن حذيفة، وطارق الاشجعي، فحديث ابن عمر أخرجه البخاري ١ / ٧٠، ٧١، ومسلم (٢٢) ، وحديث أبي هريرة أخرجه البخاري ٣ / ٢١١، و١٢ / ٢٤٤، ومسلم (٢١) ، وأبو داود (٢٦٤٠) ، والترمذي (٢٦١٠) ، وحديث جابر أخرجه مسلم (٢١) (٣٥) ، والترمذي (٣٣٣٨) ، وحديث أنس أخرجه البخاري ١ / ٤١٧، وأبو داود (٢٦٤١) ، والترمذي (٢٦٠٩) ، والنسائي ٧ / ٧٥ و٨ / ١٠٩، وحديث النعمان بن بشير أخرجه النسائي ٧ / ٧٩، ٨٠، وحديث أوس بن حذيفة أخرجه النسائي ٧ / ٨٠، ٨١، وحديث طارق الاشجعي أخرجه مسلم (٢٣) ، وفي الباب عن غير هؤلاء، وهو حديث متواتر.
(١) " مناقب " البيهقي ١ / ٢٠٤، وبشر هذا تابع المعتزلة في مسألة خلق القرآن، فزجره أبو يوسف القاضي، ولم ينزجر، قال البغدادي في " أصول الدين " (٣٠٨) : فأما المريسي من أصحاب أبي حنيفة فإنما وافق المعتزلة في خلق القرآن، وأكفرهم في خلق الافعال.
وقال ابن تيمية في " منهاج السنة " ١ / ٢٥٦: كان من المرجئة لم يكن من المعتزلة، بل كان من كبار الجهمية.
وروى ابن زنجويه عن أحمد بن حنبل قال: كنت في مجلس أبي يوسف القاضي حين أمر ببشر المريسي، فجر برجله فأخرج، ثم رأيته بعد ذلك في المجلس، فقلت له: على ما فعل بك رجعت إلى المجلس؟ قال: لست أضيع حظي من العلم بما فعل بي بالامس.
وأسند ابن أبي العوام بطريق الطحاوي أن أبا يوسف كان يقول لبشر المريسي: أي رجل أنت لولا رأيك السوء.
وقال الصيمري ص (١٥٦) : وله تصانيف وروايات كثيرة عن أبي يوسف، وكان من أهل الورع والزهد غير أنه رغب الناس عنه في ذلك الزمان لاشتهاره بعلم الكلام وخوضه في ذلك، وعنه أخذ حسين النجار مذهبه.
وسترد ترجمة بشر المريسي في هذا الجزء ص ١٩٩.
(٢) تقدم في الصفحة (١٨) تعليق رقم (٣) .