ومن طريق سعيد بن المسيب أن عمر أحل من الشراب ما طبخ، وذهب ثلثاه، وبقي ثلثه. وأخرج النسائي ٨ / ٣٢٩ من طريق عبد الله بن يزيد الخطمي، قال: كتب عمر: اطبخوا شرابكم حتى يذهب نصيب الشيطان منه، فإن للشيطان اثنين، ولكم واحد. قال الحافظ في " الفتح " ١٠ / ٥٥ بعد أن ذكرها: وهذه أسانيد صحيحة، وقد أفصح بعضها بأن المحذور منه. السكر، فمتى أسكر، لم يحل. (١) عتبة بن فرقد صحابي مترجم في " أسد الغابة " ٣ / ٥٦٧، ٥٦٨ و" الإصابة " ٦ / ٣٧٩، ٣٨٠، و" الاستيعاب " ٨ / ١٤ ولم نتبين الحديث الذي يعنيه يحيى بن سعيد، وليس له في الكتب الستة إلا حديث واحد عند النسائي ٤ / ١٢٩، ١٣٠ في الصوم، أخرجه من طريق محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان بن عطاء بن السائب، عن عرفجة، قال: عدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان. قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل فيه الشياطين، وينادي مناد كل ليلة: يا باغي الخير هلم، وياباعي الشر أقصر. قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ أخبرنا به محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد، فأردت أن أحدث بحديث، وكان رجل من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، كأنه أولى بالحديث مني، فحدث الرجل عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " في رمضان تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب النار، ويصفد فيه كل شيطان مريد. وينادي مناد كل ليلة: يا طالب الخير هلم، ويا طالب الشر أمسك ". فإن يكن يعني هذا الحديث، فإسناده صحيح، لان عطاء بن السائب قد سمع منه سفيان وشعبة قبل الاختلاط. (٢) هو الخزاعي أحد الأئمة الاعلام، على لين في حديثه، وثقه أحمد وغيره. انظر ترجمته في " ميزان " المؤلف ٤ / ٢٦٧، و" تاريخ بغداد " ١٣ / ٣٠٦.