وقال همام: حدثنا قتادة، عن أنس، قال: لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} إلى آخر الآية على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرجعه من الحديبية، وأصحابه مخالطو الحزن والكآبة، فقال:
"نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا". فلما تلاها قال رجل: قد بين الله ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزلت التي بعدها:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} . أخرجه مسلم.
وقال يونس، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن المسور، ومروان قالا في قصة الحديبية: ثم انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- راجعا، فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح. فكانت القصة في سورة الفتح وما ذكر الله من بيعة الرضوان تحت الشجرة. فلما أمن الناس وتفاوضوا، لم يكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه. فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك. وكان صلح الحديبية فتحا عظيما.
وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة؛ قالوا: وأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية راجعا. فقال رجال من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم: والله ما هذا بفتح؛ لقد صددنا عن البيت وصد هدينا، وعكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحديبية ورد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلين من المسلمين خرجا. فبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قول رجال من أصحابه: إن هذا ليس بفتح، فقال: "بئس الكلام، هذا أعظم الفتح، لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم ويسألونكم القضية ويرغبون إليكم في الأمان، وقد رأوا منكم ما