للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَتحِ عَمُّوْرِيَّةَ، فَقَالَ: هُوَ فِي حِلٍّ مِنْ ضَربِي.

وَسَمِعْتُ أَبِي؛ أَبَا حَاتِمٍ يَقُوْلُ:

أَتيتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بَعْدَ مَا ضُرِبَ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ أَوْ نَحوِهَا، فَجرَى ذِكْرُ الضَّربِ، فَقُلْتُ لَهُ: ذهبَ عَنْكَ أَلَمُ الضَّربِ؟

فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ، وَقبضَ كُوعَيْهِ اليَمِيْنَ وَاليسَارَ، وَقَالَ: هَذَا، كَأَنَّهُ يَقُوْلُ: خُلعَ، وَإِنَّهُ يَجِدُ مِنْهُمَا أَلَمَ ذَلِكَ.

وَبِهِ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى صَاحِبُ بِشْرٍ، قَالَ:

قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قِيلَ لِي: اكتبْ ثَلاَثَ كَلِمَاتٍ، وَيُخَلَّى سَبيلُكَ.

فَقُلْتُ: هَاتُوا.

قَالُوا: اكتبْ: اللهُ قَدِيْمٌ لَمْ يَزَلْ.

قَالَ: فكتبتُ.

فَقَالُوا: اكْتُبْ: كُلُّ شَيْءٍ دُوْنَ اللهِ مَخْلُوْقٌ.

وَقَالُوا: اكتبْ: اللهُ رَبُّ القُرْآنِ.

قُلْتُ: أَمَّا هَذِهِ فَلاَ، وَرَمَيتُ بِالقلمِ.

فَقَالَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: لَوْ كَتَبهَا، لأَعطَاهُم مَا يُرِيْدُوْنَ.

وَبِهِ، قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَارِثِ العُبَادِيُّ - وَكَانَ رَافَقَنَا فِي بلاَدِ الرُّوْمِ - قَالَ:

حضَرَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الطُّفَاوِيُّ، فَذُكِرَ لَهُ حَدِيْثٌ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أُخْبِرَكَ بنَظِيْرِ هَذَا، لَمَّا أُخرجَ بِنَا، جَعَلتُ أُفكرُ فِيْمَا نَحْنُ


= وإلى همذان وأصفهان وبلاد الاكراد.
وعندما وصل المعتصم إلى عرش الخلافة ٢١٨ هـ، قرر أن يقطع دابره بكل الوسائل الممكنة، فخصص ميزانية كبيرة لحربه، وعين أكبر قواده وهو الافشين الذي كان عارفا بحرب الجبال.
ومع كل ذلك فإن " البنذ " عاصمة بابك لم تسقط بيد الافشين إلا في عام ٢٢٢ هـ، ولم يقع بابك في يده إلا في العام التالي، حيث حمل إلى سامراء، وأعدم فيها في اليوم الثاني من حمله إليها.
ويمكن تلخيص مبادئ البابكية الخرمية بأنها تقول بتناسخ الارواح، وأن الوحي لا ينقطع أبدا، ويعظمون أمر أبي مسلم الخراساني، ويقولون بإباحة النساء، وإباحة كل ما يستلذ النفس، وينزع إليه الطبع، كما رفضوا جميع الفروض الدينية، وتبركوا بالخمور والاشربة.
وقانا الله شر البدع والاهواء.
انظر بعض التفصيلات عن هذه الحركة في " تاريخ " الطبري ٧ / ١٤١ و٢٨٤ و٣٠٠ و٣٠٨ و٩ / ٣١، ٥٥، والمقدسي في " البدء والتاريخ " ٣ / ٣٠، ٣١ و٥ / ١٣٤، و" مروج الذهب " للمسعودي ٢ / ٣٥٠، ٣٥١، و" تاريخ دول الإسلام " للمؤلف: ١٣٤ وما بعدها.