الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"ما هذه النيران على أي شي توقد"؟ قالوا: على لحم حمر إنسية. فقال:"أهريقوها واكسروها". فقال رجل: أو يهريقوها ويغسلوها. قال:"أو ذاك".
قال: فلما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصر، فتناول به ساق يهودي ليضربه، فيرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر، فمات منه. فلما قفلوا قال سلمة، وهو آخذ بيدي لما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساكتا، قال:"مالك"؟ قلت: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله. قال:"من قاله"؟ قلت: فلان وأسيد بن حضير. فقال:"كذب من قاله، له أجران، وجمع بين أصبعيه، إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله". متفق عليه.
وقال مالك: عن حميد، أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين خرج إلى خيبر أتاها ليلا.
وكان إذا أتى قوما بليل لم يغر حتى يصبح. فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"الله أكبر خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". أخرجه البخاري. وأخرجاه من حديث ابن صهيب، عن أنس.
وقال غير واحد: شعبة، وابن فضيل، عن مسلم الملائي، عن أنس، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب