رواد بن الجراح: قال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الناس وقال أبو حاتم - عن هذا الحديث -: منكر، لا يشبه حديث الثقات، وإنما كان بدء هذا الخبر فيما ذكر لي أن رجلا جاء إلى رواد، فذكر له هذا الحديث، فاستحسنه وكتبه، ثم بعد حدث به يظن أنه من سماعه. وقد أورد المؤلف هذا الحديث في " الميزان "، في ترجمة رواد: ٢ / ٥٥، من طريقه، عن سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة. ورواه الخطيب البغدادي في " تاريخه ": ٦ / ١٩٨، و١١ / ٢٢٥، من طريق عباس الترقفي، عن رواد، عن سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة. ونسبه السيوطي في " الجامع الصغير " لأبي يعلى. ونقل ابن الجوزي عن الدارقطني قوله: تفرد به رواد، وهو ضعيف، وقد أدخله البخاري في الضعفاء، وقال: اختلط، لا يكاد يقوم حديثه، وقال الحافظ العراقي: طرقه كلها ضعيفة. وقال الزركشي: غير محفوظ، والحمل فيه على رواد. قلت: ويغلب على الظن أن هذا الحديث مما وضعه المتزهدون، زهدا لا يقره الإسلام، يقصدون بذلك التنفير من الزواج، والتخفف من أعبائه، والعزلة عن الناس، وكل ذلك مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم من القرآن الكريم والسنة المطهرة. وقد أراد بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحو هذا المنحى، فيتبتل، ويرغب عن الزواج، ويصوم الدهر، ويقوم الليل، فعلم بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: " أما إني أتقاكم لله، وأخشاكم له، أما إني أصوم وأفطر، وأقوم وأرقد، وأتزوج النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني ". وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا الودود الولود فإني مكائر بكم الأمم يوم القيامة ".