للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: قال أبو بكر يومئذ: يا رسول الله أراني في المنام وأراك دنونا من مكة، فخرجت إلينا كلبة تهر، فلما دنونا منه استلقت على ظهرها، فإذا هي تشخب لبنا. فقال: "ذهب كلبهم وأقبل درهم، وهم سائلوكم بأرحامكم وإنكم لاقون بعضهم، فإن لقيتم أبا سفيان فلا تقتلوه". فلقوا أبا سفيان وحكيما بمر.

وقال حسان:

عدمت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء

ينازعن الأعنة مصحبات ... تلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لجلاد يوم ... يعز الله فيه من يشاء

وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء

لساني صارم لا عيب فيه ... وبحري ما تكدره الدلاء

فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم إلى أبي بكر حين رأى النساء يلطمن الخيل بالخمر؛ أي: ينفضن الغبار عن الخيل.

وقال الليث: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل". وأرسل إلى ابن رواحة فقال: "اهجهم". فلما فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت. فلما دخل قال: "