للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلهُ: كِتَابُ (الأُصُوْلِ) ، وَكِتَابُ (النَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ) ، وَكِتَابُ (التَّعديلِ وَالتَّجويزِ) ، وَكِتَابُ (الاجْتِهَادِ) ، وَكِتَابُ (الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ) ، وَكِتَابُ (التَّفْسِيْرِ الكَبِيْرِ) ، وَكِتَابُ (النَّقضُ عَلَى ابْنِ الرَّاوَنْدِيِّ) ، كِتَابُ (الرَّدِّ عَلَى ابْنِ كُلاَّبٍ) ، كِتَابُ (الرَّدِ عَلَى المنَجِّمِينَ) ، وَكِتَابُ (مَنْ يَكفرُ وَمَنْ لاَ يكفرُ) ، وَكِتَابُ (شَرحُ الحَدِيْثِ) ، وَأَشيَاءٌ كَثِيْرَةٌ.

قِيْلَ: سَأَلَ الأَشْعَرِيُّ أَبَا عَلِيٍّ: ثَلاَثَةُ إِخوَةٍ: أَحَدُهُم تَقِيٌّ، وَالثَّانِي كَافِرٌ، وَالثَّالِثُ مَاتَ صَبِيّاً؟

فَقَالَ: أَمَّا الأَوَّلُ فَفِي الجَنَّةِ، وَالثَّانِي فَفِي النَّارِ، وَالصَّبِيُّ فَمِنْ أَهْلِ السَّلاَمَةِ.

قَالَ: فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَصعدَ إِلَى أَخِيْهِ؟

قَالَ: لاَ؛ لأَنَّه يُقَالُ لَهُ: إِنَّ أَخَاكَ إِنَّمَا وَصلَ إِلَى هُنَاكَ بِعملِه.

قَالَ: فَإِنْ قَالَ الصَّغِيْرُ: مَا التَّقْصِيرُ مِنِّي، فَإِنَّكَ مَا أَبْقَيْتَنِي، وَلاَ أَقْدَرْتَنِي عَلَى الطَّاعَةِ.

قَالَ: يَقُوْلُ اللهُ لَهُ: كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ بَقِيْتَ لَعَصَيْتَ، وَلاستحقَّيْتَ العَذَابَ، فَرَاعَيْتُ مَصْلَحَتَكَ.

قَالَ: فَلَو قَالَ الأَخُ الأَكْبَرُ: يَا ربِّ كَمَا علمتَ حَالَه، فَقَدْ عَلمتَ حَالِي، فَلِمَ رَاعِيتَ مَصلحتَهُ دُونِي؟

فَانقطَعَ الجُبَّائِيُّ (١) .


(١) أورد هذه المناظرة السبكي في " طبقاته " ٣ / ٣٥٦، وقال: هذه مناظرة شهيرة، وقد حكاها شيخنا الذهبي، وهي دامغة لاصل من يقلده، لان الذي يقلده يقول: إن الله لا يفعل شيئا إلا بحكمة باعثة له على فعله، ومصلحة واقعة، وهو من المعتزلة في هذه المسألة، فلو يدري شيخنا هذا، لاضرب عن ذكر هذه المناظرة صفحا.
قلت: في كلام السبكي هذا مؤاخذات، فقوله " وهي دامغة لاصل من يقلده " يعني به شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا محض اقتراء على الذهبي، " فإنه وإن كان شديد الإعجاب به، كثير التنويه بعلمه وفضله، قوي الاعتداد بمنهجه القائم على الاخذ بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله الثابتة، والاعتصام بهما، وفهمهما على النحو الذي فهمه السلف لم يكن معه على وفاق تام، فأحيانا يأخذ برأيه ويوافقه، وتارة يخطئة ويرد عليه ويقسو في الرد شأن العالم المتبصر المستقل الذي يرى أن كل أحد من أهل العلم يؤخذ من قوله ويترك، فكان ماذا؟ ! =