للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استَوْزَرَ الأَفضلَ سُلَيْم (١) بنَ مَصَال فَسَاسَ الإِقلِيمَ.

وَانْقَطَعتْ دعوتُه (١) وَدعوَةُ أَبِيْهِ مِنْ سَائِرِ الشَّام وَالمَغْرِب وَالحَرَمَيْنِ.

وَبَقِيَ لَهُم إِقلِيم مِصْرَ.

ثمَّ خَرَجَ عَلَى ابْنِ مصَال العَادلُ بنُ السلاَّر (٣) ، وَحَاربَه وَظَفِرَ بِهِ، وَاسْتَأْصَلَه، وَاسْتبَدّ بِالأَمْرِ.

وَكَانَ ابْنُ مصَالٍ مِنْ أَجلِّ الأُمَرَاء، هَزَمَهُ عَسْكَرُ ابْن السلاّر بِدَلاص (٤) ، وَأَتُوا بِرَأْسِهِ عَلَى قَنَاةٍ (٥) وَكَانَ عَلِيُّ بنُ السَلاّر مِنْ أُمَرَاءِ الأَكرَادِ وَمِنَ الأَبطَالِ المَشْهُوْرينَ، سُنِّياً مُسْلِماً حَسَنَ المعتقَد شَافِعِياً، خَمَدَ بولاَيته نَائِرَة الرَّفض.

وَقَدْ وَلِي أَوَّلاً الثَّغْر (٦) مُدَّة، وَاحْتَرَم السِّلَفِيّ (٧) ، وَأَنشَأ لَهُ المَدْرَسَةَ العَادِليَة، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ ذَا سَطوَة، وَعَسْفٍ، وَأَخَذَ عَلَى التُّهمَةِ، ضَرَبَ مرَّةً دُفّاً وَمِسْمَاراً عَلَى دِمَاغِ المُوَفَّق مُتَوَلِّي الدِّيْوَان لِكَوْنِهِ فِي أَوَائِل أَمْره شكَا إِلَيْهِ غرَامَة لَزِمَتْهُ فِي وَلاَيته، فَقَالَ:

كَلاَمك مَا يَدْخُلُ فِي أُذُنِي.

فَبقِي كُلَّمَا دَخَلَ المِسْمَار فِي أُذُنه يَسْتَغيثُ فَيَقُوْلُ:

أَدَخَلَ كَلاَمِي بَعْدُ فِي أُذُنِكَ (٨) ؟

وَقَدِمَ مِنْ إِفْرِيْقِيَة عَبَّاسُ بنُ أَبِي الفُتُوْح (٩) بنِ الْملك يَحْيَى بنِ تَمِيْمٍ بنِ


(١) هكذا ضبط في الأصل: وترجمته في " وفيات الأعيان ": ٣ / ٤١٦ - ٤١٧.
(٢) أي: الظافر بالله.
(٣) أخباره في " الكامل ": ١١ / ١٤١ - ١٤٢، وله ترجمة في " وفيات الأعيان ": ٣ / ٤١٦ - ٤١٩.
(٤) كورة بصعيد مصر على غربي النيل.
(٥) " وفيات الأعيان ": ٣ / ٤١٦.
(٦) أي: الإسكندرية.
(٧) هو الحافظ المشهور أحمد بن محمد بن سلفة. له ترجمة في " وفيات الأعيان ": ١ / ١٠٥ - ١٠٧، وسترد ترجمته في الجزء ٢١ من هذا الكتاب.
(٨) " وفيات الأعيان ": ٣ / ٤١٧.
(٩) في الأصل: ابن أبي الفتح وما أثبتناه من " وفيات الأعيان ": ٣ / ٤١٧.