للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَوطءُ بنَاتِنَا حِلٌّ (١) مُبَاحٌ ... رُوَيْدَكُمُ فَقَدْ طَالَ (٢) العِتَابُ

تَمَادَوا فِي الضَّلاَل فَلَمْ (٣) يَتوبُوا ... وَلَوْ سَمِعُوا صَليلَ السَّيْفِ تَابُوا

قَالَ: وَأَنشدنَا أَبُو تَمَّام غَالِبُ بنُ عِيْسَى بِمَكَّةَ، أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ لِنَفْسِهِ (٤) :

أَتَتْنِي مِنَ الإِيْمَان سِتُّوْنَ حِجَّةً ... وَمَا أَمْسَكَتْ كَفِّي بِثِنْيِ عِنَانِ

وَلاَ كَانَ لِي دَارٌ وَلاَ رُبْعُ مَنْزِلٍ ... وَمَا مسَّنِي مِنْ ذَاكَ رَوْعُ جَنَانِ

تَذكَّرتُ أَنِّي هَالكٌ وَابْنُ هَالِكٍ ... فَهَانَتْ عليَّ الأَرْضُ وَالثَّقَلاَنِ

وَبِهِ: قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّة عَقيدَتِهِ مَا سَمِعْتُ الخَطِيْب حَامِدَ بنَ بختيَار، سَمِعْتُ أَبَا المَهْدِيّ (٥) بنَ عبدِ الْمُنعم بن أَحْمَدَ السَّرُوجِي، سَمِعْتُ أَخِي أَبَا الفَتْح القَاضِي يَقُوْلُ:

دَخَلتُ عَلَى أَبِي العَلاَءِ التنوخِي بِالمَعَرَّة بَغْتَةً، فَسمِعتُهُ يُنشدُ (٦) :

كَمْ غُودِرَتْ (٧) غَادَةٌ كَعَابٌ ... وَعُمِّرت أُمُّهَا العَجُوْزُ

أَحرَزَهَا الوَالِدَانِ خَوفاً ... وَالقَبْرُ حِرْزٌ لَهَا حَرِيزُ

يَجوزُ أَنْ تُخْطِئ (٨) المنَايَا ... وَالخُلْدُ فِي الدَّهْرِ لاَ يَجُوْزُ

ثُمَّ تَأَوَّهَ مَرَّات، وَتَلاَ قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ


(١) في الأصل: " كل " والمثبت من " اللزوم ".
(٢) في " اللزوم ": بطل.
(٣) في " اللزوم ": تمادوا في العتاب ولم ... (٤) الابيات مما لم يرو في الديوانين.
(٥) في " تعريف القدماء " ١٩٩ نقلا عن نص " تاريخ الإسلام ": أبا المهذب.
(٦) هذه الابيات من شعره في " ملقى السبيل ".
(٧) في " ملقى السبيل ": هلكت، وقد أثبت محققو " تعريف القدماء " ١٩٩: بودرت.
(٨) في ترجمته من " تاريخ الإسلام " المنشورة في " تعريف القدماء " ١٩٩: تبطئ.