(١) يعني الإسكندرية، وكان سبب إقامته بها ما شاهده من إقفار المساجد والمدارس من طلاب العلم والعلماء بسبب ملاحقة العبيدية لعلماء السنة، وتشريدهم، وقتلهم، وإيذائهم، فأقام بها رحمه الله إلى أن وافته المنية ينشر العلم، ويفقه الناس بأمور دينهم، ويوثق صلتهم بكتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح المشهود لهم بالخيرية على لسان خير البرية. وكان يقول: إن سألني الله تعالى عن المقام بالإسكندرية - لما كانت عليه في أيام العبيدية من ترك إقامة الجمعة ومن غير ذلك من المناكر التي كانت في أيامهم - أقول له: وجدت قوما ضلال فكنت سبب هدايتهم. وكان رحمه الله قد أوذي من الأفضل الوزير العبيدي، فأخرج من الإسكندرية، وألزم الاقامة بمصر، ومنع الناس من الاخذ عنه، وبقي على ذلك إلى أن قتل الأفضل، وولي مكانه المأمون بن البطائحي، فأكرم الشيخ إكراما كثيرا. (٢) " الصلة ": ٢ / ٥٧٥، وزاد: قال القاضي أبو بكر: وكان كثيرا ما ينشدنا. ان لله عبادا فطنا * طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا فكروا فيها فلما علموا * أنها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا * صالح الاعمال فيها سفنا