يظهر لغير أتباعهم من المخالفة إنما هو بسبب جهلهم بهم، وعدم معرفتهم بالمنزلة التي تبوؤوها. وهذا - وهو مما يحز في القلب شائع وذائع في كثير من الفرق التي تنتسب إلى الإسلام. ولو علم هولاء، واتقوا الله فيما علموا، لاستيقنوا أن الله سبحانه لم يعط العصمة لأحد من خلقه إلا لرسله الذين اصطفاهم لتبليغ وحيه وبيانه، فهم وحدهم المحاطون برعايته في التبليغ والبيان، فإذا وقع خطأ في البيان نزل الوحي بالتسديد كما هو واضح في أكثر من آية في القرآن، وما سواهم من الخلق مهما كانت منزلتهم، فهم بشر يخطئون ويصيبون، فما أصابوا يؤخذ منهم، وما أخطؤوا فيه، فيعذرون فيه إذا كانوا أهلا للاجتهاد ولا يقلدون فيما أخطؤوا فيه.