للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَكَانَتِ السُّنَّةُ شعَاره وَدِثَاره اعْتِقَاداً وَفِعْلاً، بِحَيْثُ إِنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ (١) مَجْلِسه (٢) رَجُلٌ، فَقَدّم رِجْله اليُسْرَى كلَّفه أَن يَرْجِع، فَيقدّم اليُمْنَى، وَلاَ يَمس الأَجزَاء إِلاَّ عَلَى وَضوء، وَلاَ يَدع شَيْئاً قَطُّ إِلاَّ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ تَعَظِيْماً لَهَا.

قُلْتُ (٣) : هَذَا لَمْ يَرد فِيْهِ ثوَاب ... ، إِلَى أَنْ قَالَ:

سَمِعْتُ مَنْ أَثق بِهِ عَنْ عَبْدِ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ أَنَّهُ قَالَ فِي الحَافِظ أَبِي العَلاَءِ، لَمَّا دَخَلَ نَيْسَابُوْر: مَا دَخَلَ نَيْسَابُوْر مِثْلك.

وَسَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا القَاسِمِ عَلِيّ بن الحَسَنِ (٤) يَقُوْلُ -وَذَكَرَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ رَحل-: إِنْ رَجَعَ وَلَمْ يَلق الحَافِظ أَبَا العَلاَءِ ضَاعت رحلته.

قُلْتُ: كَانَ أَبُو العَلاَءِ الحَافِظ فِي القِرَاءات أَكْبَر مِنْهُ فِي الحَدِيْثِ، مَعَ كَوْنه مِنْ أَعيَان أَئِمَّة الحَدِيْث، لَهُ عِدَّةُ رحلاَت إِلَى بَغْدَادَ وَأَصْبَهَان وَنَيْسَابُوْر.

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْيَةَ (٥) صَبِيْحٌ الأَسْوَدُ (٦) ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ ابْنُ المُقَيَّرِ،


(١) إضافة من (تذكرة الحفاظ) ٤ / ١٣٢٦ لا يستقيم المعنى بغيرها، ويقويها أن الرواية وردت مطابقة للتذكرة في (تاريخ الإسلام) الورقة ٢٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ١٤) .
(٢) في هامش نسخة الأصل (مسجده) ، وكأن الناسخ أراد تصحيحها، وهو تصحيح غير موفق لما دل عليه المعنى، ولما ورد في كتب الذهبي الأخرى، ومنها (تاريخ الإسلام) و (تذكرة الحفاظ) .
(٣) القول للذهبي مؤلف الكتاب.
(٤) يعني ابن عساكر، المتوفى سنة ٥٧١.
(٥) في (تذكرة الحفاظ) ٤ / ١٣٢٧ (أبو سعيد) مصحف، وقد ذكر الذهبي في (المشتبه)) مثل هذا الاسم، ولكنه لم يذكر هذه الكنية (٣٩٦) ، وقد ترجم الذهبي لصبيح هذا في معجم شيوخه فقال: (صبيح بن عبد الله عتيق صواب سمع ابن المقير..مات في صفر سنة سبع وتسعين وست سنة، وكان خيرا دينا من أبناء الثمانين) (م: ١، الورقة: ٦٢) وترجم له في وفيات سنة ٦٩٧ من (تاريخ الإسلام) ، وذكر مثل الذي ذكره في (معجم شيوخه) (الورقة ٢٦٧، أيا صوفيا ٣٠١٤) ومن أسف لم يذكر كنيته في كلا الكتابين.
(٦) ذكر الذهبي في (تاريخ الإسلام) أنه كان حبشيا.