للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ (١) : مَاتَ بِمُرْسِيَة، فِي رَابِعَ عَشَر صفر، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَكَادَ النَّاس أَنْ يهلكُوا مِنَ الزحمَة عَلَى نَعشه.

قُلْتُ: حمل عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ اللَّخْمِيّ الدَّانِيّ أَيْضاً، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ حبُّوْنَ المِصْرِيّ، وَعَبْد اللهِ بن الحَسَنِ المَالقِي، وَأَبُو الخَطَّابِ بن دِحْيَة، وَأَخُوْهُ، وَالعَلاَّمَة أَبُو عَلِيٍّ الشَّلوبِيْن، وَخَلْق.

فَقَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ الكَلاَعِيّ فِي (شُيُوْخه) : القَاضِي، العَلاَّمَة، ابْنُ حُبَيْشٍ، آخر أَئِمَّة المُحَدِّثِيْنَ بِالمَغْرِبِ، وَالمُسَلَّمُ لَهُ فِي حِفْظِ أَغربَة الحَدِيْث وَلِسَان الْعَرَب مَعَ متَانَة الدِّيْنِ (٢) ، لَقِيْتُهُ بِمُرْسِيَة، وَأَخَذت عَنْهُ مُعْظَم مَا عِنْدَهُ، وَقَرَأْت عَلَيْهِ (صَحِيْح البُخَارِيِّ) ، وَسَمِعَهُ مِنِ ابْن مُغِيْث سَنَة (٣) ٥٣٠.

قَالَ (٤) : سَمِعته عَلَى أَبِي عُمَرَ ابْن الحَذَّاء، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَد سَنَة ٣٩٥، حَدَّثَنَا ابْن السَّكن سَنَة ٣٤٣، حَدَّثَنَا الفَرَبْرِيّ، عَنِ البُخَارِي ِّ-وَقَرَأْت عَلَيْهِ مصَنّف النَّسَائِيّ بِسَمَاعه مِنِ ابْن مُغِيْث- قَالَ:

قرَأْته عَلَى مَوْلَى ابْنِ الطَّلاَّعِ، وَأَخْبَرَنَا بِهِ ابْن الحَذَّاء، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَسَد، أَخْبَرَنَا حَمْزَة الكِنَانِيّ، حَدَّثَنَا النَّسَائِيّ.


(١) (التكملة) ٣ / الورقة ١٢ ونقل ابن الابار خبر وفاته وازدحام الناس في جنازته عن ابن سالم وغيره.
(٢) إن هذه المقالة عن علمه ومعرفته بأغربة الحديث قالها ابن الابار في التكملة أيضا، قال: (وكان آخر أئمة المحدثين بالمغرب، والمسلم له في حفظ أغربة الحديث ولغات العرب وتواريخها ورجالها وأيامها) ٣ / الورقة ١٢.
(٣) في الأصل (٥٣) والصحيح ما أثبتناه، وابن مغيث هو أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث القرطبي المتوفى سنة ٥٣٢ (العبر: ٤ / ٩٠، والشذرات: ٤ / ١٠١) وقد ذكر المنذري أن ابن مغيث هو أسند شيوخ ابن حبيش (التكملة) ١ / ١٢٣) .
(٤) يعني ابن مغيث.