للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابْنُ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ.

مَوْلِدُهُ: بِمِصْرَ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ، وَعَبْد اللهِ بنِ بَرِّيٍّ النَّحْوِيِّ، وَالفَضْلِ ابْنِ البَانْيَاسِيِّ، وَحَدَّثَ.

تَمَلَّكَ حَلَبَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً.

وَكَانَ بَدِيْعَ الحُسْنِ فِي صِبَاهُ، مَليحَ الشَّكلِ فِي رجولِيَّتِهِ، لَهُ عقلٌ وَغورٌ وَدهَاءٌ وَفكرٌ صَائِبٌ.

كَانَ يُصَادِقُ مُلُوْكَ الأَطرَافِ وَيباطِنُهُم، وَيُوهمهُم أَنَّهُ لولاَهُ، لَقَصَدَهُم عَمُّه العَادلُ، وَيوهِمُ عَمَّه أَنَّهُ لولاَهُ، لَتعَامَلَ عَلَيْهِ المُلُوْكُ، وَلشقُّوا العصَا.

وَكَانَ كَرِيْماً مِعْطَاءً، يُتْحِفُ المُلُوْكَ بِالهدَايَا السنِيَّة، وَيُكرم الرُّسُلَ وَالشُّعَرَاءَ وَالقُصَّادَ.

وَكَانَ عَمُّه يَرْعَى لَهُ لِمَكَان بِنْتِهِ، فَمَاتَتْ، فَزَوَّجَهُ بِأُخْتِهَا وَالِدَةِ ابْنِهِ الملكِ العَزِيْزِ، فَلَمَّا وَلَدَتْ، زُيِّنَتْ حَلَبُ مُدَّةَ شَهْرَيْنِ، وَأَنفَقَ عَلَى وِلاَدَتِهِ كرَائِمَ الأَمْوَالِ، وَكَانَ قَدِ انضمَّ إِلَيْهِ إِخْوَتُهُ وَأَولاَدُهُم، فَزوَّج ذكرَانَهُم بِإِنَاثِهِم، بِحَيْثُ أَنَّهُ عَقَدَ بَيْنَهُم فِي يَوْم نَيِّفاً (١) وَعِشْرِيْنَ عقداً.


= والمنذري في التكملة، الترجمة: ١٤٦٩، وأبو شامة في ذيل الروضتين: ٩٤، وابن العبري في تاريخه: ٢٣١، وابن خلكان في الوفيات: ٤ / ٦، وابن واصل في مفرج الكروب: ٢ / ١٧٨، ٣ / ٢٣٧، وابن الفوطي في تلخيصه: ٤ / الترجمة: ١٧٨١ في الملقبين بغياث الدين، وأبو الفداء في المختصر: ٣ / ١٢٣، والذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة: ٢٠٢ (باريس ١٥٨٢) ، والعبر: ٥ / ٤٦، وابن كثير في البداية: ١٣ / ٧١، والمقريزي في السلوك ج ق ١ ص: ١٨٥، والعيني في عقد الجمان: ١٧ / الورقة: ٣٥٥، وابن تغري بردي في النجوم: ٦ / ٢١٨، وابن العماد في الشذرات: ٥ / ٥٥ وغيرهم.
(١) في الأصل: نيف.