للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَمل دَعْوَة وَغسل يَده قَبْل أَضيَافه فَطَالعه صَاحِب الخَبَر، فَكَتَبَ (١) فِي جَوَاب ذَلِكَ: سوء أَدب مِنْ صَاحِب الدَّار وَفضول مِنْ كَاتِب المُطَالَعَة.

قَالَ: وَكَانَ رَدِيْءَ السّيرَة فِي الرَّعِيَّةِ، مَائِلاً إِلَى الظّلم وَالعسف، فَخربت فِي أَيَّامِهِ العِرَاق وَتَفرَّق أَهْلهَا وَأَخَذَ أَملاَكهُم، وَكَانَ يَفعل أَفعَالاً متضَادَّة، وَيَتشيع بِخلاَف آبَائِهِ (٣) .

قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَرَى صِحَّة خِلاَفَة يَزِيْد، فَأَحضره ليعَاقبه، فَسَأَلَهُ: مَا تَقُوْلُ فِي خِلاَفَةِ يَزِيْد؟

قَالَ: أَنَا أَقُوْل لاَ يَنعزل بارتكَاب الفِسْق، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَأَمر بِإِطلاَقه، وَخَافَ مِنَ المحَاققَة.

قَالَ (٤) : وَسُئِلَ ابْنُ الجَوْزِيِّ وَالخَلِيْفَة يسمع: مَنْ أَفْضَلِ النَّاس بَعْد رَسُوْل اللهِ (٥) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟

قَالَ: أَفْضَلهُم بَعْدَهُ مَنْ كَانَتْ بِنْته تَحْته.

وَهَذَا جَوَاب جَيِّد يَصدق عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعَلَى عليّ.

قِيْلَ (٦) : كَتَبَ إِلَى النَّاصِر خَادم اسْمه يُمن يَتعتب، فَوَقَعَ فِيْهَا (٧) : بِمَنْ يَمُنّ يُمْن، ثَمَنُ يُمْنٍ ثُمْن) (٨) .


(١) يعني الناصر.
(٢) مفرج الكروب ٤ / ١٦٣.
(٣) قوله يتشيع بخلاف أبائه " نقل الذهبي معناها من مفرج الكروب بعد أزيد من صفحتين من كلامه السابق، قال ابن واصل: " وكان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الامامية، وهو خلاف ما كان عليه آباؤه من القادر إلى المستضئ فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللقادر عقيدة مشهورة في ذلك ".
(٤) مفرج الكروب: ٤ / ١٦٦ - ١٦٧.
(٥) كانت غاية السائل أن يجيب ابن الجوزي صريحا بما يخالف رأي الخليفة، فأتى بهذا الامر الموهم خوفا منه.
(٦) مفرج الكروب: ٤ / ١٧٠.
(٧) كتب الخليفة التوقيع من غير نقط، وهذا هو المقصود من الحكاية، لأنها استعصت على جماعة بسبب تشابه الصورة وعدم النقط.
(٨) يضيف بعضهم إليها صورة أخرى فتكون " ثمن ثمن " بدل " الثمن "، كما في الوافي =