للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا أَبُو جَمْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: حَدِّثْنِي.

فَقَالَ: تَسْأَلُنِي وَفِيْكُم عُلَمَاءُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، وَالمُجَارُ مِنَ الشَّيْطَانِ: عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ (١) ؟!

دَاوْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:

أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-


= وبين رواياته: باب وما خلق الذكر والانثى: ثم إن هذه القراءة - يعني قراءة ابن مسعود - لم تنقل إلا عمن ذكر هنا ومن عداهم قرؤوا (وما خلق الذكر والانثى) .
وعليها استقر الامر مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه.
ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه.
والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة، وعن ابن مسعود، وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم.
وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا.
فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت.
وقال النووي في " شرح صحيح مسلم " ٢ / ٤٧٥: قال القاضي: قال المازري: يجب أن يعتقد في هذا الخبر وما في معناه أن ذلك كان قرآنا ثم نسخ، ولم يعلم من خالف النسخ، فبقي على النسخ، ولعل هذا وقع من بعضهم قبل أن يبلغهم مصحف عثمان المجمع عليه، المحذوف منه كل
منسوخ.
وأما بعد ظهور مصحف عثمان فلا يظن بأحد منهم أنه خالف فيه.
وأما ابن مسعود فرويت عنه روايات كثيرة منها ما ليس بثابت عند أهل النقل.
وما ثبت منها مخالفا لما قلناه فهو محمول على أنه كان يكتب في مصحفه بعض الاحكام والتفاسير مما يعتقد أنه ليس بقرآن وكان لا يعتقد تحريم ذلك.
وكان يراه كصحيفة يثبت فيها ما يشاء.
وكان رأي عثمان والجماعة منع ذلك لئلا يتطاول الزمان فيظن ذلك قرآنا.
وقال الابي في شرحه لمسلم ٢ / ٤٣٤ - ٤٣٥: " هذا الخبر وأمثاله مما يطعن به الملحدة، في نقل القرآن متواترا، فيجب أن يحمل على أن ذلك كان قرآنا ونسخ، ولم يعلم بالنسخ بعض من خالف فبقي على الأول.
ولعل هذا إنما وقع من بعضهم قبل أن يبلغه مصحف عثمان المجمع عليه، المحذوف منه كل منسوخ، وأما بعد بلوغه، فلا يظن بأحد منهم أنه خالف فيه ".
(١) وأخرجه الترمذي (٣٨١٣) في المناقب: باب مناقب عبد الله بن مسعود من طريق الجراح ابن مخلد، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن خيثمة بن أبي سيرة، قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسر لي أبا هريرة، فجلست إليه فقلت له: إني سألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فوفقت لي.
فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة جئت ألتمس الخير وأطلبه.
فقال: أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، وابن مسعود صاحب طهور رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونعليه، وحذيفة صاحب سر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعمار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه.
وسلمان صاحب الكتابين.
قال قتادة: والكتابان: الانجيل والقرآن " وقال: حسن غريب صحيح.
وصححه الحاكم ٣ / ٣٩٢، ووافقه الذهبي.
وانظر " فتح الباري " ٧ / ٩٢.