للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَلِهْتُ مِنْ مُصِيْبَتِي هَذِهِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ عِلْمِي، فَلْيَقْرَأْ عَلَيَّ، فَإِنَّ إِقْرَارِي لَهُ كَقِرَاءتِي عَلَيْهِ.

قَالَ: فَقَرَؤُوا عَلَيْهِ.

تَلِهْتُ: تَحَيَّرْتُ، وَالأَصْلُ: وَلِهْتُ، كَمَا قِيْلَ فِي وُجَاهُ: تِجَاهُ (١) .

أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ هِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ الحَمَّامَ إِلاَّ وَحْدَهُ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ صَفِيقٌ، يَقُوْلُ: إِنِّيْ أَسْتَحْيِي اللهَ أَنْ يَرَانِي فِي الحَمَّامِ مُتَجَرِّداً.

أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ أَبِي الجُوَيْرِيَةِ، قَالَ:

رَأَيْتُ إِزَارَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ، وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ رُوْمِيَّةٌ وَهُوَ يُصَلِّي.

رِشْدِيْنُ بنُ كُرَيْب: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَعْتَمُّ (٢) بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، فَيُرْخِي شِبْراً بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ.

ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ:

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَتَّخِذُ الرِّدَاءَ بِأَلْفٍ.

أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ شَابُوْرٍ؛ قَالَ رَجُلٌ لِعَطِيَّةَ: مَا أَضْيَقَ كُمَّكَ!

قَالَ: كَذَا كَانَ كُمُّ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ.


(١) جاء في " اللسان " التله: الحيرة، تله الرجل يتله تلها: حار.
ورأيته يتتله، أي: يتردد متحيرا.
وقيل: أصل التله بمعنى الحيرة: الوله، قلبت الواو تاء، وقد وله يوله، وتله يتله، وقيل: كان في الأصل: ائتله يأتله، فأدغمت الواو في التاء، فقيل اتله يتله، ثم حذفت التاء، فقيل: تله يتله، كما قالوا: تخذ يتخذ، وتقي يتقى، والاصل فيهما: اتخذ يتخذ، واتقى يتقي.
وفي " التهذيب " ٦ / ٢٣٦ عن النوادر: تلهت كذا وتلهت عنه، أي: ضللته وأنسيته.
(٢) تحرفت في المطبوع من " تاريخ الإسلام " ٣ / ٣٥ إلى " ويقيم ".