للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قُلْتُ: كَتَبَ شَيْئاً لاَ يُحْصَى عَنِ العَرَبِ، وَكَانَ ذَا حِفْظٍ، وَذكَاءٍ، وَلُطْفِ عِبارَةٍ، فَسَادَ.

وَرَوَى: ثَعْلَبٌ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ (١) ، قَالَ:

قَدِمَ الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ، فَجَمَعَ أَهْلَ الأَدَبِ، وَحَضَرْتُ، وَوَقَّعَ الحَسَنُ عَلَى خَمْسِيْنَ رُقْعَةٍ، وَجَرَى ذِكْرُ الحُفَّاظِ، فَذَكَرْنَا الزُّهْرِيَّ، وَقَتَادَةَ.

فَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَأَنَا أُعِيدُ مَا وَقَّعَ بِهِ الأَمِيْرُ عَلَى التَّوَالِي، فَأُحْضِرَتِ الرِّقَاعُ.

فَقَالَ: صَاحِبُ الرُّقْعَةِ الأُوْلَى كَذَا وَكَذَا، وَاسْمُهُ كَذَا وَكَذَا، وَوقَّعَ لَهُ بِكَذَا وَكَذَا، وَالرُّقْعَةُ الثَّانِيَةُ كَذَا، وَالثَّالِثَةُ ... حَتَّى مَرَّ عَلَى نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ رُقْعَةً.

فَقَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ: أَيُّهَا المَرْءُ أَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ العَينِ (٢) .

وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.

وَقَالَ: حَسْبُكَ لاَ تُقْتَلْ بِالعَيْنِ.

وَقَالَ: يَا غُلاَمُ! احمِلْ مَعَهُ خَمْسِيْنَ أَلْفاً.

قَالَ عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ: رَأَيْتُ الأَصْمَعِيَّ وَسِيْبَوَيْه يَتَنَاظرَانِ.

فَقَالَ يُوْنُسَ: الحَقُّ مَعَ سِيْبَوَيْه، وَهَذَا يَغْلِبُهُ بِلِسَانِهِ (٣) .

وَرُوِيَ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: أَنَّ الرَّشِيْدَ أَجَازَهُ مَرَّةً بِمائَةِ أَلْفِ (٤) .


(١) هو أحمد بن عمر بن بكير النحوي، ذكره القفطي في " إنباه الرواة " ١ / ٩٠، وقال: نحوي مذكور متصدر للاقراء، عاصر أبا عبيدة معمر بن المثنى التيمي، والاصمعي، ونصر بن علي الجهضمي، ووطئ بساط الامراء والكبراء والوزراء، وروى عنه أبو العباس أحمد بن يحيى ابن ثعلب وطبقته.
(٢) " تاريخ بغداد " ١٠ / ٤١٥، ٤١٦، و" تهذيب الكمال " لوحة ٨٦٢، و" وفيات الأعيان " ٣ / ١٧٣، و" نزهة الالباء " ص ١٢١، و" إنباه الرواة " ١ / ٩٠، ٩١.
(٣) " تاريخ بغداد " ١٠ / ٤١٧، و" طبقات المفسرين " ١ / ٣٥٥، و" نزهة الالباء " ص ١٢٢.
(٤) الخبر مطولا في " تاريخ بغداد " ١٠ / ٤١٣.