والحسن بن عمرو هو الفقيمي، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ٤ / ٩٦، ووافقه الذهبي المؤلف. ونقل المناوي في " الفيض " أن البيهقي تعقب الحاكم بأنه منقطع، حيث قال: محمد بن مسلم هو أبو الزبير المكي، ولم يسمع من ابن عمرو، لكن وقع عنده في السند خطأ، وهو قوله: عن محمد بن مسلم بن السائب، وصوابه: محمد بن مسلم بن تدرس، أبو الزبير، مولى حكيم بن حزام، كما جاء في أصلنا هذا، فإن الحديث لا يعرف إلا به. ويغلب على الظن أن الخطأ فيه من النساخ. وأخرجه أحمد في " المسند " ٢ / ١٦٣ و١٩٠ من طريق ابن نمير وسفيان الثوري، كلاهما عن الحسن بن عمرو، عن محمد بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو. وذكره الهيثمي في " المجمع " ٧ / ٢٦٢، وقال: رواه أحمد والبزار بإسنادين، ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح، وكذلك رجال أحمد. وقوله: " فقد تودع منهم "، بضم التاء والواو، وكسر الدال المشددة، من التوديع. قال الزمخشري في " الفائق ": أي استريح منهم، وخذلوا، وخلي بينهم وبين ما يرتكبون من المعاصي، وهو من المجاز، لان المعتني بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه، تركه ونفض منه يده، واستراح من معاناة النصب في استصلاحه. ويجوز أن يكون من قولهم: تودعت الشئ، أي: صنته في ميدع..أي: فقد صاروا بحيث يتحفظ منهم، كما يتوقى شرار الناس.