قال البوصيري في " الزوائد " ورقة ٣٦: هذا إسناد فيه مقال مكحول الدمشقي مدلس، وقد رواه بالعنعنة، فوجب ترك حديثه لا سيما وقد قال البخاري وأبو زرعة، وهشام بن عمار، وأبو مسهر وغيرهم: أنه لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان، فالاسناد منقطع، ورواه البيهقي في الكبرى ١ / ١٣٠ من طريق الهيثم من حميد به، ورواه أبو يعلى الموصلي: حدثنا أبو بكر بن زنجويه، حدثنا أبو مسهر، حدثني الهيثم بن حميد، فذكره بإسناده ومتنه، وزاد في آخره: قال العلاء: قال مكحول: من مس متعمدا. قلت: لكن الحديث ثبت من طريق آخر عن بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا مس أحدكم ذكره، فليتوضأ " أخرجه مالك ١ / ٤٢، والشافعي في " الام " ١ / ١٥، وأحمد ٦ / ٤٠٦، وأبو داود (١٨١) والترمذي (٨٢) والنسائي ١ / ١٠٠، وابن ماجة (٤٧٩) وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان (٢١٢) و (٢١٣) والحاكم ١ / ١٣٦، وأقره الذهبي، وقد ارتفع وجوب الوضوء المستفاد من قوله " فليتوضأ " وبقي الندب بحديث طلق بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن مس الرجل ذكره، فقال: " هل هو إلا مضغة أو بضعة منك " وهو حديث صحيح أخرجه أحمد ٤ / ٢٢، ٢٣، وأبو داود (١٨٢) والترمذي (٨٥) والنسائي ١ / ٣٨، وابن ماجة (٤٨٣) وصححه عمرو بن علي الفلاس، وابن المديني، والطحاوي، وابن حبان (٢٠٧) والطبراني وابن حزم.