[أهمية التعاون في الحفاظ على حرمات المساجد]
وهناك صور أخرى كثيرة، ومنها أمور أصبحنا نشكو منها، وذلك أن بعضاً من الشباب على وجه الخصوص يمكثون في المسجد وفي ملحقه ولا يؤدون الصلاة مع الجماعة، وهم يرونها، ويمكثون في أوقات أخرى يقضونها باللعب والهجر وغير ذلك من أمور لا تليق مطلقاً، ولا أحد من الناس يلتفت أو ينكر أو ينتبه.
بل إننا قد شكونا من أمور أعظم من ذلك؛ لأننا نرى في دورات المياه إبر المخدرات؛ حيث يدخلون إلى بيوت الله ليتعاطوها في دورات المياه، أو في ملحقات المساجد، وأقول هذا لنلفت النظر أننا جميعاً مقصرون، وأننا مفرطون؛ لأننا لا نتعاون ولا نتكاتف لنجعل بيوت الله عز وجل مأرز إيمان وموطن تصحيح وتقويم وتهذيب ومحطة يخرج منها الناس باستقامة في سلوكهم وتهذيب في أخلاقهم وحسن في أقوالهم، لا أن تكون مجرد محطة عابرة أو ربما في بعض الأحوال يأتي الناس إلى المساجد ليقوموا بأعمال محرمة أو تكون ملتقىً لاتفاقات وأعمال آثمة، وذلك كله واقع حاصل غير مبالغ فيه، بل هو حقائق ألجأت إلى مثل حديثنا هذا وغيره، وهذا مما ينبغي التحرز منه خاصة في شهر رمضان؛ لأنه تكون المساجد فيه مفتوحةً وقتاً أطول، وإذا بها مفتوحة لينام النائمون، ويتحدث المتحدثون، وتضيع الأوقات، ولا تراعى الحرمات.
نسأل الله عز وجل أن يعيننا على أن نجعل بيوت الله عز وجل مكاناً معظماً محترماً، فينبغي لنا أن نتعاون في ذلك، وأن يتكاتف فيه أهل المسجد وأهل الحي، ومصلو الجمعة جميعاً، فينبغي أن يوجد التواصي بالحق، وأن يكون التواصي بالصبر، والنصح والمنع لما يستحق المنع مما ليس مشروعاً؛ وهذا كله من التواصي الذي أمرنا به، والذي يستحق به أهل الإيمان الاستثناء من الخسران.
نسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً.
اللهم إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم تول أمرنا وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.
اللهم إنا نسألك لقلوبنا الصفاء والنقاء، ولأبداننا الصحة والعافية، ولنياتنا الإخلاص وقصد وجهك الكريم، ولأعمالنا الصحة وموافقة سنة نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم.
اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا.
اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
اللهم أحسن ختامنا وعاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين، ونكس راية الكفرة والملحدين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء.
اللهم مكن في الأمة لأهل الخير والرشاد، واقمع أهل الزيغ والفساد، وارفع في الأمة علم الجهاد، وانشر رحمتك على العباد برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصر وثبت وأعن عبادك وجندك المجاهدين في أرض فلسطين، وفي كل مكان يا رب العالمين.
اللهم اربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وأفرغ على قلوبهم الصبر واليقين، وثبتهم في مواجهة المعتدين، وحد كلمتهم، وأعل رايتهم، وسدد رميتهم، وقو شوكتهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين! اللهم ارحم عبادك المستضعفين في كل مكان يا رب العالمين! فرج اللهم همهم، ونفس كربهم، وعجل فرجهم، وقرب نصرهم، وامسح عبرتهم، وسكن لوعتهم، وزد إيمانهم، وعظم يقينهم، واجعل لنا ولهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل فتنة عصمة، ومن كل بلاء عافية يا سميع الدعاء.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وارزقه بطانةً صالحة تدله على الخير وتحثه عليه يا سميع الدعاء.
عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله؛ استجابة لأمر الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦].
وترضوا على الصحابة الكرام، وأخص منهم بالذكر ذوي القدر العلي والمقام الجلي، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على نبيك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.